للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصلاة خير موضوع وضعه الله وشرعه]

إن الصلاة خير موضوع يشتغل به الإنسان على الإطلاق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر) حديث حسن.

يعني: الصلاة أفضل ما وضعه الله وشرعه من العبادات، ففرضها أفضل الفروض، ونفلها أفضل النوافل.

يقول صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأعمال الصلاة لوقتها) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) حديث صحيح.

قوله: (استقيموا ولن تحصوا) يعني: لن تحصوا ثواب الاستقامة؛ لأن ثوابها عظيم، يقول عز وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:٣٤] أو (استقيموا ولن تحصوا) يعني: لن تطيقوا أداء التقوى والاستقامة حق الأداء، لكن عليكم بما يسهل عليكم من هذه الأمور.

قوله: (واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) أي: لا يمكن أن يعمل الإنسان عملاً خيراً من الصلاة.

قوله: (ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) أي: لما كانت الصلاة هي خير الأعمال ربطها بمفتاح الصلاة وشرطها وهو الطهور.

وعن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: (لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال: قلت: أخبرني بأحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته، فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة) رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال: من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان، فقال صلى الله عليه وسلم: ركعتان إلى هذا أحب إليه من بقية دنياكم) يعني: هذا الشخص المدفون الآن في القبر لو خير بين أن يعود إلى الدنيا ويركع ركعتين نافلتين خفيفتين ويدخل القبر بعدها، بحيث يضاف ثوابهما إلى ميزان حسناته، لو خير بين هذا وبين أن يعود إلى الدنيا ويستمتع بكل ما تبقى على الدنيا من نعيم إلى أن تقوم القيامة، فإنه قطعاً وجزماً سيختار ثواب الركعتين القصيرتين الخفيفتين.

وفي رواية: (ركعتان خفيفتان بما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم) أي: لو خير بين أن يصلي ركعتين خفيفتين جداً مما يحتقرهما الناس من النوافل ويدخل القبر بعدها، وبين أن يعود إلى الدنيا ويستمتع بكل ما على الدنيا بلا استثناء إلى أن تقوم القيامة؛ لفضل ولآثر أداء هاتين الركعتين وزيادتهما في ميزان حسناته.

<<  <  ج: ص:  >  >>