للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل أبي بكر النابلسي في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل]

يقول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته لـ أبي بكر النابلسي: قال أبو ذر الحافظ: سجنوا هذا الإمام -يعني أبا بكر النابلسي - وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء:٥٨].

يعني: عذبوه بأن سلخوا جلده، وبعض الروايات تقول: إنه سلط عليه رجل يهودي، وأمر بأن يسلخ جلده، فأخذ يسلخ الجلد من بدنه، وبدأ من رأسه إلى أن وصل إلى قلبه، فمن شدة الجزع والشفقة من هذا اليهودي الذي كان يسلخه طعنه في قلبه حتى يستعجل موته، من شدة ألمه، وكان وهو يسلخه عند سقوط كل قطعة من جسده يتلو قوله تعالى: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء:٥٨]، يعزي نفسه بأن هذا قضاء وقدر سبق من الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ.

فكان يذكره الإمام الدارقطني ويبكي، ويقول: كان يقول وهو يسلخ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء:٥٨].

قال أبو الفرج ابن الجوزي: أقام جوهر القائد أي: جوهر الصقلي، وهو شيعي، وكان من القواد في أيام الفاطميين- لـ أبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة.

فكان حال هذا الإمام كما قال الشاعر: ليس يدنو الخوف منه أبدا ليس غير الله يخشى أحداً لحنه في القلب ناراً أشعلا من قيود الزوج والولد خلا معرض عما سوى الله الأحد يضع السكين في حلق الولد والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>