للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من فضائل الصحابة]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: أيها الناس! اتقوا الله تعالى وأطيعوه.

عباد الله: انهجوا سبيل المؤمنين، واقتفوا آثارهم، واعرفوا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقهم وفضلهم، وأحبوهم يحبكم الله ورسوله، فقد روى الترمذي في سننه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه} وقال صلى الله عليه وسلم: {لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه}.

ومناقب الصحابة وفضائلهم أكثر من أن تذكر، وقد أجمعت علماء السنة أن أفضل الصحابة هم العشرة المشهود لهم بالجنة، وأفضل العشرة أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية حيث قال: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة}.

عباد الله: ترضوا عن أصحاب رسول الله، وأحبوا أصحاب رسول الله، فهم بذلوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله، هم الذين أخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهم الذين فتحوا الدنيا، ومصروا الأمصار، وفتحوا الفتوحات، وفتحوا القلوب بالقرآن والذكر والإيمان، وفتحوا القرى بالسيف والسنان، فرضوان الله عليهم أجمعين، اللهم إني أشهدك أني أحبك وأحب رسولك وأحب أصحاب رسولك أجمعين.

عباد الله صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: ٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يا سميع الدعاء! اللهم اجعل بأس أعداء الإسلام والمسلمين بينهم، اللهم اجعل بأسهم بينهم، اللهم اشدد عليهم وطأتك وارفع عنهم يدك وعافيتك، اللهم مزقهم كل ممزق، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من المسلمين في برك وبحرك يا رب العالمين! اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك، اللهم ارفع راية الإسلام والمسلمين، اللهم ارفع كلمة التوحيد يا رب العالمين! اللهم دمر اليهود والنصارى والمبشرين والشيوعيين ومن ناصرهم على الإسلام والمسلمين.

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم لا تبقِ منهم أحداً، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم ارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين، الذين يعينونهم إذا ذكروا ويذكرونهم إذا نسوا، الذين يعينونهم على الحق يا رب العالمي، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أقر أعيينا بصلاحهم يا رب العالمين! اللهم اغفر لنا ولوالدين ولوالد والدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:٢٠١].

اللهم آمنا في أوطاننا، ولا تسلط علينا أعداءنا، اللهم آمنا في دورنا، اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والوباء، والربا والزنا واللواط، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عنا وعن جميع المسلمين عامة يا رب العالمين.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.