للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب أخذ العبرة من السابقين]

عباد الله هل من أذنٌ تسمع؟ هل من قلبٍ حاضرٍ يخشع ويتذكر؟

لقد سمعتم أخبار القوم وما حل بهم من النقم والعقوبات والدمار والهلاك.

عباد الله: إن سنة الله في خلقه واحدة، وأنتم -يا عباد الله- تسمعون بما يحل في أرجاء العالم من الزلازل والفيضانات، والأعاصير المدمرة التي تجتاح الألوف من السكان، وتهلك المبالغ الطائلة من الأموال، وتدمر الكثير والكثير من المساكن، فكل ذلك -يا عباد الله- من آثار المعاصي والذنوب، وما يحل بالعالم من الأمراض والأوجاع الفتاكة والحوادث المروعة، وما يحدث في العالم من الفوضى، ومن تسليط الظلمة، وكثرة القتل والانقسام إلى شيعٍ وأحزاب، يموج بعضها ببعض، كل ذلك من آثار المعاصي والذنوب، فالحذر الحذر يا عباد الله! الحذر الحذر يا عباد الله من الذنوب والمعاصي! وارجعوا إلى ربكم، وجدَّدوا توبةً نصوحاً قبل أن يحل بكم ما حل بالأمم الذين من قبلكم، واسمعوا إلى قول الله جل وعلا لعلكم تذكرون:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:٩٤ - ٩٩].

فاحذروا من مكر الله! فهذا تحذيرٌ لكم أن تسلكوا طريق من سبق من الأمم؛ من الخلاف والعناد والشقاق، وارتكاب المحرمات واجتراح السيئات.

اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم وفقنا لسلوك الصراط المستقيم، اللهم وفقنا لسلوك الصراط المستقيم، وثبتنا على الحق يا كريم! اللهم أصلحنا وأصلح لنا، وأصلح بنا واجعلنا هداةً مهتدين يا رب العالمين.

وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.