للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض الأحاديث والآثار التي تحذر من الخمر]

عباد الله: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كل مسكر خمر، وكل خمر حرام}.

وقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله لعن الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه}.

وقال صلى الله عليه وسلم: {من شرب الخمر في الدنيا، ومات ولم يتب منها، وهو مدمن لها، لم يشربها في الآخرة}.

وقال صلى الله عليه وسلم: {إن على الله عهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه الله من طِينة الخَبال، قيل: يا رسول الله! وما طِينة الخَبال؟ قال: عَرَق أهل النار}.

وأيضاً -يا عباد الله- يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ومن مات وهو يشرب الخمر سقاه الله من نهر الغُوطة؛ وهو ماءٌ يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهن} والمومسات: الزانيات.

وروي عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يقول: [[اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل ممن كان قبلكم يتعبد، ويعتزل الناس، فعلقته امرأة، فأرسلت إليه جاريتها تدعوه للشهادة -غرته هذه المرأة تدعوه للشهادة- فدخل معها فطفقت تغلق الأبواب، حتى أفضى إلى امرأة عندها غلام وراوية خمر، فقالت: إني والله ما دعوتُك لشهادة، ولكن دعوتك لتقع عليَّ، أو تقتل الغلام هذا، أو تشرب هذا الخمر، فكأنه تساهل الخمر، فشرب الخمر، فقال: زيدوني، فلم يزل حتى وقع على المرأة وفعل جريمة الزنا، وقتل الغلام]] قتل نفساً بغير حق.

ألا يا عباد الله: اجتنبوا الخمر، فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبداً، وإن سميت لكم بغير اسمها، وإن سميت بالمشروبات الروحية، وإن سميت جَرَس، فإنها خمر، وحشيش، ومخدرات، ومسكرات، قضت على حياة الكثير، وعلى أعراضهم، وعلى أموالهم، وعلى شرفهم، وأصبحوا رهائن في السجون، نسأل الله العفو والعافية.

عباد الله: صلوا على الناصح الأمين، صلوا على نبي الرحمة محمد بن عبد الله، الذي جاء بها بيضاء نقية، امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين.

اللهم اهد ضال المسلمين، وثبت مهتديهم على الحق، يا رب العالمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقنا وإياهم الجلساء الصالحين الناصحين، الذين يذكروننا إذا نسينا، ويعيوننا إذا ذكرنا.

اللهم اجمعنا جميعاً ووالدينا ووالد والدِينا، وجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، في جنات النعيم، يا رب العالمين.

عباد الله: حافظوا على أولادكم، حافظوا على فلذات أكبادكم، فإنهم أمانة في أعناقكم، فإنكم سوف تُسألون عنهم يوم القيامة، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ} [الشعراء:٨٨] فأعدوا للسؤال جواباً، وللجواب صواباً.

اللهم ارفع عنا الغلاء، والوباء، والربا، والزنا، واللواط، والمخدرات، والمسكرات، والأفلام، والتمثيليات، اللهم ارفعها عنا وعن بلدان المسلمين حتى نعود إليك، ونرجع إليك يا رب العالمين، اللهم أبدلنا بها إيماناً دائماً كاملاً يباشر قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وأبدلها يا رب العالمين في بيوت المسلمين بقراءة القرآن، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:٢٠١] {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣].

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١].

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:٤٥].