للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإكثار من الأعمال الصالحة قبل فوات الفرصة]

الحمد لله الذي حذرنا من النار في محكم التنزيل فقال: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} [الليل:١٤] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا رب سواه، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، وأفضل المرسلين، المبلغ عن ربه شرعه المبين، والناصح لأمته، حيث يقول حتى سمعه من في السوق: {أنذرتكم النار، أنذرتكم النار}.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، واحذروا من أسباب سخطه وعذابه، واعلموا أنكم لم تخلقوا عبثاً.

عباد الله: تيقظوا من هذه الرقدات، واصحوا من هذه النومة، واعلموا أنكم لم تخلقوا عبثاً، ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين العباد، ويميز فيه بين المطيعين والعصاة، فالمطيعون سوف يساقون إلى جنة عرضها السماوات والأرض، والعصاة سوف يسحبون إلى النار وبئس المصير.

فاتقوا الله -يا عباد الله- قبل نزول الموت وانقضاء الأجل، ثم تندمون حينئذٍ ولات حين مندم، فبادروا بالتوبة عباد الله، ألقوا أسماعكم إلى المواعظ، بحضور قلب ورغبة، أقلعوا من الذنوب، توبوا إلى علام الغيوب، تزودوا من الأعمال الصالحات، فإنكم غداً يوم القيامة سوف توقفون بين يدي الله، ثم تسألون عن أعمالكم وتحاسبون، ثم تجزون عليها الجزاء الأوفى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:٤٦].

وصلوا على خاتم الأنبياء والمرسلين اقتداء لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة؛ صلى الله عليه بها عشراً}.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، اللهم وفقنا للتزود من الأعمال الصالحات، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وتقبل منا يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة وولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلهم قرة أعين لنا يا رب العالمين، واجمعنا وإياهم ووالدينا ووالد والدينا وجميع المسلمين في جنات النعيم، ونجنا من نار الجحيم، اللهم نجنا من نار الجحيم، اللهم لا طاقة لنا بجهنم، اللهم لا صبر لنا على النار، اللهم رحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللهم اشف مرضانا ومرضى جميع المسلمين، اللهم واقض الدين عن المدينين من المسلمين يا رب العالمين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠] {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:٢٠١].

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.