للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التمسك بالقرآن نجاة من الفتن]

أيها المسلمون! لقد أخبرنا البشير، فقال: {إنها ستكون فتن! فَسُئِلَ صلى الله عليه وسلم: ما المخرج منها؟} هل هي الجريدة التي نجلس على قراءتها الساعة وتمام الساعة، وأكثر من الساعة؟

هل هو في الفيديو الذي يَعِرَض الخلاعة والشناعة والعار؟

أم في التلفاز الذي يُعَرض فيه البلاوي والسفور؟

أم في استماع الأغاني؟

لا.

لا يا أمة الإسلام! كل هذه حدثت بعد الرسول، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

{ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله! فيه نبأ ما قبلكم, وخبر ما بعدكم, وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أذله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه} , من الذي أخبرنا عن قوم هود, وقوم نوح، وقوم ثمود، وقوم عاد، وما أصابهم من العذاب إلا القرآن العظيم؟

{لا تنقضي عجائبه, ولا يشبع منه العلماء} , أين العلماء؟ لا إله إلا الله.

اللهم بَغِّض حب الدنيا في قلوب العلماء, حتى يرجعوا إلى كلام رب العالمين، وليبينوا ما فيه من الآيات والذكر الحكيم لعباد الله المؤمنين، اللهم أيقظ العلماء من سهاد الرقاد يا رب العالمين.

{لا تشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم}.

إذا علمت هذا أيها المسلم، فاعلم أن القرآن قد بين فيه كل ما يحتاج إليه العباد, من أصول الدين وفروعه, وأحكام الدارين، وفيه بيان الحلال والحرام, والثواب والعقاب, وهدىً من الضلالة, ورحمةً لمن صدق به وعمل بما فيه, وحكمه في الدقيق والجليل, والويل ثم الويل لمن رجع عن كتاب الله إلى تحكيم القوانين الوضعية, وترك القرآن وأعرض عنه, وأخذ في المجلات والجرائد الكاذبة، فكل حكم سوى حكم الله فهو باطل مردود، وكل حاكمٌ بغير حكم الله ورسوله فهو طاغوت كافر بالله.

فيا أمة الإسلام! يا أمة القرآن! ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم! ويا خير أمة أخرجت للناس! انفضوا الغبار عن القرآن، وارجعوا إلى كلام الله.

عباد الله! إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذّ شذ في النار.

وصلوا على خير خلق الله، محمد بن عبد الله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول: {من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين, وأرشدنا برحمتك حتى نتبعهم.

اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم اكفنا شر أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم اجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين، اللهم أذلهم بعز الإسلام والمسلمين، اللهم اخذلهم بعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين عليهم يا رب العالمين.

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.