للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التفكر في الشمس والقمر والكواكب والنجوم]

ومن آيات الله تعالى وتقدس: الشمس والقمر حيث يجريان في فلكهما منذ خلقهما الله تعالى، يجريان بسير منتظم لا تغير فيه ولا انحراف، ولا فساد، ولا اختلاف, حتى يأذن الله تعالى بخراب هذا العالم، ثم تلف وتكور وتجمع، ثم تلقى في النار، يقول الله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة:٩] ثم يلفان ويلقيان في النار.

عباد الله: تفكروا في آيات الله العظيمة، تفكروا في هذه الآيات العظيمة التي تجري بنظامٍ سيّرها الله فيه، يقول المولى جل وعلا: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس:٣٨ - ٤٠].

ثم تفكروا -يا عباد الله- في هذه الكواكب والنجوم التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى، فمنها السيارات، ومنها الثوابت، ومنها المتصاحبات التي لا تزال مقترنة، ومنها المتفارقات التي تجتمع أحياناً وتفترق أحياناً، تسير بأمر الله تعالى وتدبيره، خلقها الله زينةً للسماء ورجوماً للشياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها في ظلمات البر والبحر والكون كله من آيات الله جملةً وتفصيلاً، هو الذي خلقه، وهو المدبر له وحده لا شريك له، وهذه بعض آيات الله، فمن آمن بها وصدق؛ فليبشر بثواب الله، قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام:٥٤].