للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من الغلو]

فالحذر الحذر يا أمة الإسلام! فإن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: {إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو} وقال عليه الصلاة والسلام: {لا تتخذوا قبري عيداً} لا نقول: لنركب الطائرة، أو السيارة ولنذهب إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، إن قلنا هكذا، فنحن قد عصينا الله وعصينا رسوله، لأن الرسول نهانا: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى}.

إذاً: شد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم محرم، وهي من الزيارة البدعية المنكرة التي أدخلها الغلاة في دين الإسلام، هاهو صلى الله عليه وسلم يحذرنا ويقول: {إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو} وقال عليه الصلاة والسلام: {لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم}.

الله أكبر! قد علَّم الأمة دعاء الكرب محمد صلى الله عليه وسلم، رءوف بأمته علمهم ما ينفعهم، وحذرهم مما يضرهم، علمهم دعاء الكرب فقال: {إذا أصاب أحدكم الكرب فليقل: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

أمة الإسلام: يونس عليه السلام لما أصابه ما أصابه في بطن الحوت، وهو في لجة البحار، ماذا قال؟ هل قال يا أبت يا آدم! يا نوح! يا إبراهيم؟! لا.

قال: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:٨٧] الله أكبر! هؤلاء العارفون بالله، لما ابتلعه الحوت جعل يصلي في بطن الحوت، في وسط لجج البحار، ينادي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله جل وعلا لما أنجاه: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:٨٨] الذين يلتجئون إلى الله ويتوسلون بأسماء الله العظام، بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، أما أن يأتي يقول عند القبر: يا سيدي! يا سيدتي! إنها سخافة، إنها رداءة عقول.

البهيمة إذا أصابتها الولادة، جعلت ترفع طرفها إلى السماء، تنظر إلى الحي القيوم، وهذا الإنسان الذي أعطي العقل يجلس أمام القبر، يقول: يا سيدي! يا سيدتي! يتمسح بالتراب، تباً لها من عقول كعقول قريش المشركين الجاهلين، قريش أعرف من جهال هذه الأمة؛ لأنهم قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [صّ:٥] ويا ليت مشركي هذه الأمة جعلوها آلهة كآلهة الأولين، إنما جعلوها شركاً كثيراً، جعلوها قبوراً وأضرحة يتوسلون إليها، يأتون إلى القبر ويتمسحون به: يا سيدي فلان! يا سيدتي فلانة! يا لها من عقول!

الله أكبر! هكذا الإسلام يعلمنا، ويحذرنا من علماء الجهل والضلال، من شيوخ الضلال الذين جعلوا عند الأضرحة صناديق يأخذون بها النقود والنذور.