للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ظهور البدع في الدين]

إخواني في الله: الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين، وأدى الرسالة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ومع الأسف الشديد الآن كثرت المخالفات التي نراها ونحسها ونلمسها، البارحة تسمع كثير من الإذاعات تسمع كثير يحتفلون بمعراج الرسول صلى الله عليه وسلم.

بدع حدثت للمسلمين، ولكن نسألهم ونقول: هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بيوم المعراج أو ليلة المعراج؟

هل احتفل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة بذكرى معراج الرسول صلى الله عليه وسلم؟

كل هذا ليس موجود في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} أي: مردود عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} مردود على صاحبه نسأل الله العفو والعافية.

الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن للصحابة، بل وللأمة جميعاً قال: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور} انظروا ماذا أحدثوا بعد محمد صلى الله عليه وسلم، هذا يحتفل بذكرى المعراج، وهذا يحتفل بعيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن صدق الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه} من هم؟ اليهود والنصارى نسأل الله العفو والعافية.

فالذين يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم يتشبهون بأعداء الإسلام والمسلمين، وكم يحدث في ذلك الاحتفال من أمور تغضب الله وتغضب رسوله صلى الله عليه وسلم.

من ذلك خطابات يرفعون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكانته التي أنزله الله فيها، وقد سمعنا بعضهم يقول: محمد صلى الله عليه وسلم بيده ملكوت السماوات والأرض، إنا لله وإنا إليه راجعون!

والله لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -ولا أتألى على الله- حياً لجاهدهم على هذا؛ لأن هذا رفع لمنزلته صلى الله عليه وسلم، وإطراءٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو يقول صلى الله عليه وسلم: {لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله} صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.