للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة التوبة إلى الله تعالى]

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا رب لنا سواه، لا ملجأ ولا مفر لنا منه إلا إليه، هو ملاذنا وهو مغيثنا، وإليه نرفع حاجاتنا وسؤالاتنا وتضرعاتنا، فلا رب لنا غيره ولا إله لنا سواه، نحمده اللهم على كل حال، ونعوذ به من أهل النار، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله له التصرف التام في جميع خلقه، وفي كونه العلوي والسفلي، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ الذي جاء بالتوحيد، وبالعقيدة نقية بيضاء لا فيها غموض إلا على من أضله الله عن طريق الحق، اللهم اهدنا ولا تضلنا، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها المسلمون: أيها المفرطون في جنب الله: أما آن لكم أن تتوبوا إلى الله ربكم؛ الذي خلقكم ورزقكم من الطيبات، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، والذي سوف يميتكم ثم يبعثكم ويجازيكم جزاءً يوافق ما قدمتموه من عمل! إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

أما آن لكم أن ترجعوا إلى الله قبل أن يأخذكم هادم اللذات ومفرق الجماعات وقاطع الآمال.

أما آن لكم أن تذرفوا الدموع أسفاً وندماً على ما أسلفتموه من تفريط وإهمال في دين الله، فوالله! إن أحدكم لا يدري إذا أصبح هل يمسي وإذا أمسى هل يصبح، ثم بعد الموت يقدم على ما قدم من عمل؛ إن كان صالحاً فقد فاز، وإن كان غير ذلك فذلك الخسران المبين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:٢٤].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:٧٠ - ٧١].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر:١٨].

عباد الله! الله الله في عقيدة التوحيد، الله الله في التمسك بالعروة الوثقى (لا إله إلا الله) احذروا البدع ما ظهر منها وما بطن، فإن أعداء الإسلام يريدون أن تضلوا السبيل فالحذر الحذر! والله الله بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وصلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦]؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، نسألك ونستغيث بك، ونتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى: أن تعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، اللهم طهر بلدان المسلمين من الشرك والبدع والخرافات يا رب العالمين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، اللهم دمرهم تدميراً واجعلهم غنيمة للمسلمين.

اللهم أصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلنا وإياهم هداةً مهتدين، اللهم ارزقنا وإياهم الجلساء الصالحين، ووفقنا للجلساء الصالحين الناصحين؛ الذين يذكروننا إذا نسينا، ويعينوننا إذا ذكرنا، واجمعنا جميعاً في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلهم قرة أعين لنا يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أسقنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا.

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.