للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زوجات أهل الجنة وعرائسهم]

(جولة في رياض الجنة): قال بعض العلماء رحمه الله تعالى: وإن سألتم عن عرائسهم وأزواجهم في الجنة؛ فهن الكواعب الأتراب التي جرى في أعضائهن ماء الشباب، كأن الشمس تجري في محاسن وجهها إذا برزت، وكأن البرق يضيء من بين ثناياها إذا ابتسمت، إذا قابلت حِبَّها فقل ما تشاء في تقابل النَّيِّرين، يَرى وجهه في صحن خدها، ويَرى مخ ساقيها من وراء اللحم من حسنها وجمالها، لو اطَّلَعَت على الدنيا لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً، نصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما عليها، ومع ذلك لا تزداد طول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، مبرأة من الحيض والنفاس، ومطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس، لا يفنى شبابها، ولا تبلى ثيابها، قد قصَرت طرفَها على زوجها، لا تطمح لأحدٍ سواه، وقصَر طرفه عليها، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، ومع ذلك لم يطمثها قبله إنسٌ ولا جان.

أقول لكِ مرة أخرى يا أمة الله: أيتها المرأة المؤمنة! أبشري، فإن المؤمنة إذا دخلت الجنة فإنها تكون أفضل من الحور العين؛ لأنها صامت في الدنيا وصلت، وأطاعت الله عزَّ وجلَّ، ووحدت الله سبحانه وتعالى، واتبعت هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فأبشري يا أمة الله!

يقول الرب جلَّ وعَلا عن تلك الأزواج الحسان في الجنة: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات:٤٨ - ٤٩].

ويقول جل وعلا: {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة:٢٢ - ٢٣].

هنيئاً لأهل الجنة في الجنة، نسأل الله من فضله الجنة.