للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاهتمام بتربية الأولاد]

ثم -أيضاً- نحافظ على الأولاد ولا نترك لهم الحبل على الغارب، نسأل عنهم، أين ذهبوا، ومتى جاءوا، ومع من يذهبون، ومن يجالسون؟ حتى نخرج من المسئولية يوم القيامة.

أما أنك تتذكر بعدما يشب ويكبر، وعند ذلك تندم وتعض على أكف الندم فهذا لا تستفيد منه.

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا تلين إذا كانت من الخشب

إخواني في الله: إن الزائر لدور الملاحظة -الآن هناك دور ملاحظة وتربية وسجون نسأل الله العفو والعافية- يرى الكثير من الشباب، ووالله يا إخواني إن القلب ليتقطع حسرات، عندما تنظر فلذات أكباد المسلمين في تلك المحلات -إنا لله وإنا إليه راجعون- ما الذي أتى بك؟ قال: سرقة، وأنت ما الذي أتى بك؟ قال: أخلاقيات، وأنت؟ قال: سكر -نسأل الله العفو والعافية- شباب صغار يا أمة محمد، اللهم لا شماتة، اللهم أقر أعيننا بصلاح أولادنا ونسائنا يا رب! اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما.

والله إنه شيء يدمي القلب -يا إخواني في الله- أن ترى فلذات أكباد المسلمين، وإذا سألته ما الذي أتى بك؟ قال: سرقة، وهذا مخدرات ومسكرات، وهذا أخلاقيات إنا لله وإنا إليه راجعون!

-أيضاً- نأخذ بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ماذا قال صلى الله عليه وسلم؟ قال: {مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع} الله أكبر، اللهم صلِ على محمد، لا إله إلا الله {مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع}

الآن انظر إلى مساجد المسلمين في صلاة الفجر، أين من عمره عشر سنوات أين من عمره خمس عشرة سنة؟ أين من عمره عشرون سنة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ المساجد منهم خالية، لكن الصباح، والابتدائي، والمتوسط، والثانوي، والجامعة، تجد الشوارع ملأى، لا إله إلا الله.

إن المصيبة إذا اجتمعت الأم والأب على غش هذا الابن، هذه هي المصيبة؛ لأن بعض الآباء يريد أن يوقظ ابنه، لكن تقف أمه في وجهه تقول: اترك الولد فإنه تعبان، البارحة نازع الكرة هذا المسكين، دعه ينام، وتقول: باسم الله عليك وتغطيه، وبعد ربع ساعة إلا والأم عند رجليه، والأب عند رأسه قم قم لا يفوتك المستقبل، لا إله إلا الله! الله أكبر المستقبل.

المستقبل والله في جنة عرضها السماوات والأرض، المستقبل في النجاة من النار يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! ليس والله المستقبل في شهادة دنيوية أو مرتب أو مرتبة أو غيرها فإنه سوف يذهب عنها ويتركها، إي والله! بل والله إن المستقبل في جنة عرضها السماوات والأرض، هذا والله هو المستقبل يا إخوان! لكن على الأب أن يتقي الله عز وجل.

يقول بعض الشعراء النبطيين:

أدب وليدك من أجل تبغاه يشفيك لو زعلت أمه لا تخليه ياليك

انظر حتى العرب جزاهم الله خيراً، أباؤنا وأجدادنا كانوا مهتمين بهذا، فيا أخي: أدب ولدك، أدبه بالآداب الإسلامية التي يحبها الله ويرضاها، لو زعلت الأم لا تخليه يهلك الأم، المرأة ناقصة عقل ودين، لكن الرجل هو الذي له القوامة وعليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى، ثم يأمر، ولذلك نحن في هذه البلاد في نعمة ولله الحمد، في غير بلادنا إذا أمر الرجل ابنه الكبير وهو في سن خمسة عشر أو عشرين يرفع به إلى العدالة، أو ابنته ترفع به إلى العدالة، وليست عدالة ولكنها قانون خائب -نسأل الله العافية- ثم يؤدب الأب، لماذا تأمره ولماذا تنهاه، إنا لله وإنا إليه راجعون!

لكن نحن في هذه البلاد ولله الحمد لك السيطرة على أهلك وأولادك تأمرهم وترشدهم إلى طاعة الله ولا أحد يقف بوجهك، بل والله إن هناك من يشجعك على ذلك ولله الحمد، إن أدخلته في حلقات القرآن هناك من يشجعك ويعينك على ذلك، وإن أدخلته في المؤسسات العلمية كذلك مكافآت وغيرها، نسأل الله جل وعلا أن يحفظ علينا ديننا، وأن يحرس بلادنا من الحاسدين إنه على كل شيء قدير.

إذاً أخي في الله: احمد الله عز وجل، وخذ بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم: {مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع}.

ثم أيضاً نحذر من الخطر الذي داهمنا، وهو ترك الحبل على الغارب للمرأة، تسافر وتركب مع السائق، وتذهب حيث شاءت، إنا لله وإنا إليه راجعون! هل سمعنا بهذا قبل سنين يا إخوان؟! لو قيل لكم: إن فلان بن فلان يترك زوجته أو بنته مع السائق يذهب بها هل تصدقون هذا؟ والله لا نصدق، تقول: هذا في عقله شيء، وإلا فإن الرجل ذو الشهامة والمروءة والأصالة لا يترك زوجته أو ابنته يذهب بها السائق بدون محرم.

إي والله يا إخوان! ولذلك الآن يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! تجد بعض الرجال قد ترك الحبل على الغارب يذهب السائق بالمرأة إلى السوق إلى المستشفى والمدرسة ولا شعرة أو شعيرة من الغيرة تتحرك، فإنا لله وإنا إليه راجعون! والرسول صلى الله عليه وسلم قال: {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} الرسول يخاطب الصحابة رضي الله عنهم، الصحابة أفضل وأطيب الأمة، أفضل الأمة بعد نبينا، وبعض الناس يقول: هذا السائق أنا أعرفه إنه ابن حلال، لا يرفع رأسه، وما أدراك يا مسكين؟ لا يرفع رأسه عندك، لكن عندما يركب ويذهب بعيداً انظر ماذا يفعل؟ بدأ يكد شعره، وهذا يقول: دابة سليمة والله لم نر عليه شيء، ونعمة أعطانا الله إياها، يدخل آخر البيت ويحضر القهوة ويقول: هذه نعمة ساقها الله لنا، لا والله نقمة ساقها الله عليك، والله إنها نقمة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم!

لكن نسأل الله أن يوقظ الغيرة في قلوبنا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} ثم قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: {وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} هذا خبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويخاطب الصحابة رضي الله عنهم، وبعض الناس يقول: القلوب سليمة، هل قلوبنا أسلم من قلوب الصحابة؟! لا والذي رفع السماء بلا عمد والله إنها ليست بأطهر من قلوب الصحابة رضي الله عنهم، بل هذا اتهام للصحابة رضي الله عنهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} {وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما}.

ثم الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟! قال: الحمو الموت} هذا القريب، فكيف بأجنبي لا تمت له بصلة يدخل البيت ويذهب بها العزبة ويذهب بالبنات، إنا لله وإنا إليه راجعون!

والله يا إخواني! والله الذي لا إله غيره، إني جلست في إحدى المستوصفات، ورأيت السائق عند البنات إحداهن عمرها تسع سنين، والثانية ست سنين كلهن جالسات على فخذ السائق وكأنه أبوهن، نسأل الله العافية.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

يا أخي! فقط انظر في الصباح، انظر أحوال المسلمين، أين الغيرة على المحارم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! ما هو عذرك أمام الله عز وجل؟ لا يوجد عذر إلا مجاراة الآخرين والتقليد الأعمى، نسأل الله العفو والعافية.

فينبغي لنا أن نتقي الله في هذه النسوة، ولنعلم أنها أمانة في أعناقنا سوف نسأل عنها، فكيف يترك لها الحبل على الغارب تذهب أينما شاءت، قفوا عند المستوصفات وانظروا ما الذي حصل، السائق يأتي بالمرأة في الضحى وفي غيره، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله!

عباد الله: المسئولية عظيمة سوف نسأل بين يدي الله سبحانه وتعالى عنها: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦] لكن المرأة ماذا تقول يوم القيامة؟ أتظن أنها تعذرك يوم القيامة؟ لا.

تقول: يا رب! خذ مظلمتي من زوجي، رآني على المنكر ولم ينهني ولم يأمرني، أي والله إنه منكر، والله الذي لا إله غيره إنه منكر، كون المرأة تركب مع السائق بدون محرم، منكر يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم!

{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:٦] بعض الرجال الآن تجده يدخل السوق مع زوجته، والزوجة متعطرة متبرجة قد لبست أحسن الثياب وكأنها سوف تدخل ليلة زفاف، تدخل في السوق وهي متبرجة متعطرة أمام الرجال فإنا لله وإنا إليه راجعون!

وقد ورد أن واحداً من رجال الهيئة، قال لأحد الرجال -مع الأسف الشديد- يا أخي! قل لزوجتك تتستر، قال: اذهب أنت وقل لها.

كيف يذهب إليها؟! ألست أنت زوجها أخذتها بكلمة الله عز وجل، وصارت أمانة في عنقك، اتق الله، إنا لله وإنا إليه راجعون! فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! علينا أن نتقي الله عز وجل.

ثم أيضاً {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦] نقي أنفسنا، بعض الرجال يترك المرأة تدخل على الطبيب بدون محرم، أو معها طفل صغير لا يعتبر محرماً لها، ولا يدافع عنها، هل هذا خطأ أو صواب يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! إنه خطأ.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦] بماذا نقي أنفسنا وأهلينا؟

بإرشادهم ودلالتهم على الخير.

بعض البيوت يوجد فيها أولاد لا يصلون، ذكوراً وإناثاً لا يصلون فيا ترى على من تقع المسئولية؟

على الأب.

ثم بعد ذلك على الأم، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم {والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها} نسأل عنهم يوم القيامة، الابن لا يصلي، والبنت لا تصلي، لا إله إلا الله! إنا لله وإنا إليه راجعون! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!