للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف نعيم الجنة]

اسمع إلى هذا الفرح الذي يفرح به المؤمنون إذا دخلوا الجنة، والله إنه فرحٌ تلذ لسماعه الأسماع، يقول صلى الله عليه وسلم: {إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، يقولون: لبيك ربنا وسعديك! فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً} الله أكبر! كيف لا تفرح القلوب بهذا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!

ثم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولئك الذين يدخلون دار الأفراح، التي يفرح بها المؤمنون، فيقول صلى الله عليه وسلم: {أول زمرةٍ يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكبٍ دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة -يعني: عود الطيب ثم قال صلى الله عليه وسلم وهو يخبر بهذا النعيم- أزواجهم الحور العين، على خلق رجلٍ واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء} متفق عليه.

وفي رواية للبخاري ومسلم: {آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحدٍ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرةً وعشياً}.

ثم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الأخبار كلها صحيحة أخي في الله! إن شاء الله لا أسمعك في هذه الجلسة إلا حديثٌ صحيح إما رواه البخاري أو مسلم أو كلاهما إن شاء الله تعالى، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟! قال: بلى.

والذي نفسي بيده رجالٌ آمنوا بالله وصدقوا المرسلين} هنيئاً لأهل الجنة.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {لقاب قوسٍ في الجنة خيرٌ مما تطلع عليه الشمس أو تغرب} الله أكبر! سبحان الله العظيم! كيف نلتفت إلى الدنيا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع هذه الأخبار؟! الله أكبر! لا إله إلا الله! اللهم اشف مرض قلوبنا يا رب العالمين: {لقاب قوسٍ في الجنة خيرٌ مما تطلع عليه الشمس أو تغرب} والحديث متفقٌ عليه.

ثم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: {إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً}.