للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفة عذاب النار]

أما عذاب أهل النار في النار.

نستجير بك اللهم من النار، اللهم أجرنا من النار.

عباد الله: الله عز وجل قد بين لنا أوصاف النار وبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الله عز وجل في محكم البيان: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَاْ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَاْ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} [الأحزاب:٦٤ - ٦٨].

وأيضاً يصف لنا ربنا جل وعلا نوعاً آخر من تعذيب أهل النار: {وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سبأ:٣٣] ثم إليكم هذه الصورة من أنواع العذاب في النار يصفها لنا القرآن، فتصوروا أهل النار وهم يصطرخون فيها قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر:٣٦ - ٣٧].

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم} يعني مكان الدمع، وهذا أيضاً نوع من العذاب لأهل النار يذكره الله في كتابه فيقول: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} [إبراهيم:٤٩ - ٥٠].