للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحذر من كيد أعداء الإسلام]

الحمد لله العلي العظيم القاهر، الملك السلطان القادر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، أحمده سبحانه على ما أولانا من بره وإحسانه المتظاهر، وأشكره وقد وعد بالمزيد للشاكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المؤيد بالآيات والمعجزات والبصائر، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

يا عباد الله: اتقوا الله عز وجل واعملوا ليومٍ تنكشف فيه السرائر وتحصى فيه الصغائر والكبائر، إنه يوم الجزاء الأكبر، إنه يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، يوم تدور فيه على المجرمين الدوائر، يومٌ تنشر فيه صحائف الأعمال، فآخذٌ كتابه باليمين له السرور والفرحة والغبطة أنه فاز ونجا، وأما من أخذ كتابه بشماله فسوف يراه عليه في ذلك اليوم من أكبر المصائب، لأنه خسر خسراناً مبيناً، إنه يؤمر به في نار جهنم فبئس المصير.

فاتقوا الله عباد الله وسارعوا ما دمتم في زمن الإمكان إلى رضوان الله، وبادروا بالأعمال الصالحة، واحذروا البدع، واحذروا منكرات الأهواء، واحذروا المعاصي بأنواعها، وحاربوا البدع، وحاربوا المنكرات، قبل أن يحل بكم ملك الموت فلا يمكنكم ذلك، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.

خذوا حذركم من أعداء الإسلام فهم يشنون عليكم الغارة بما يوردون لكم من المعاصي والآثام.

انتبهوا -يا أمة الإسلام- لا تكونوا من الغافلين، كونوا حريصين على دينكم وعلى أخلاقكم.

إن من المؤسف، أن البعض من الناس لا يدري أو يدري ويتجاهل كيف يدس الأعداء الدسائس حتى بأقل حاجة لا يلتفت إليها، إلا الفطن، يصورون على أشرطة الكاسيت المرأة العارية وبجانبها الرجل يقبلها ويضمها، وتباع في أسواق المسلمين، ويؤتى بها إلى أسواق المسلمين ليغيروا بها أمزجة المسلمين، وليضيعوا أفكار المسلمين، ويدفنوا الغيرة من قلوب المسلمين، ويصوروا بها الفاحشة، ويثيروا بها الغرائز الجنسية، ويفعلون بها الأفاعيل بين المسلمين، والمسلمون ساكتون، إنها أشرطة مخبئة لا يعرفها إلا من عايشها، لكن على الذي عايشها، أن يتقي الله ويخاف الله ببلدان المسلمين، ليخاف الله بالمسلمين قبل أن تصيبه دعوة تقطعه إرباً إرباً.

اللهم من أراد المسلمين بسوء فإنا نجعلك في نحره، اللهم دمره تدميراً، اللهم مزقه كل ممزق، اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك، أنت القوي القهار تغلب كل شيء بقدرتك؛ فإنك حسبنا ونعم الوكيل، اللهم من أتى إلى هذه البلاد الآمنة وأتى بالفساد فاجعل منيته في طريقه، واجعله غداءً للسباع، اللهم اجعله غداءً للسباع، اللهم اجعله غداءً للسباع، اللهم اجعله غريقاً في البحار، اللهم مزقه كل ممزق.

اللهم من جاء إلى هذه البلاد يريد الصلاح ويريد الإصلاح فأعنه على طاعتك واجعل لنا وله من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءً عافية.

أمة الإسلام: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فاحذروا البدع -يا أمة الإسلام- وصلوا على خير مرشد، صلوا على نبي الرحمة، وعلى من أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور، محمد صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٦٥].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على أشرف خلقك محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين يا رب العالمين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا سُقْيَا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً نافعاً غير ضار عاماً طبقاً مجللاً عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلنا وإياهم الآمرين بالمعروف الفاعلين له، الناهين عن المنكر المجتنبين له، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، اللهم أقر أعيننا بصلاحهم يا رب العالمين، واجمعنا ووالدينا في جنات النعيم يا رب العالمين.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.