للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بدعة الاحتفال بالإسراء والمعراج]

أمة الإسلام: إننا إذا رجعنا للكتاب والسنة, وفعل الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم, نجد أنهم لم يحتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج, ولم يحتفلوا بالمولد النبوي, ولم يحتفلوا بأعياد غير أعياد الإسلام, عرفنا وتحققنا أن البعض قد أحدث في الأزمنة المتأخرة ما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم, وبفعلهم هذه المحدثات والبدع ابتعدوا عن الصواب نسأل الله أن يردهم إليه رداً جميلاً.

أمة الإسلام: لما قَدِِم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم المدينة وللخزرج والأوس يومان يلعبون بهما, قال: {ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر} ففي ذلك دليل على النهي عن الاحتفال بغير أعياد الإسلام عيد الأضحى وعيد الفطر.

ووقفت القرون المفضلة عند هذا الحد, فلم تكن تعمد إلى إحياء ذكرى الحوادث الإسلامية على كثرتها, ولم تتخذ من الأيام المفضلة أعياداً تحتفل بها, والخير كل الخير فيما ذهب إليه السلف الصالح رحمة الله عليهم, والصواب كل الصواب فيما وقفوا عند حده رضي الله عنهم أجمعين.

عباد الله: عليكم بالاقتداء بـ السلف الصالح , يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[من كان مستناً فليستنّ بمن مات, فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة]] نعم.

الرجال أولئك! أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً رضي الله عنهم وأرضاهم, اختارهم الله لصحبة نبيهم صلى الله عليه وسلم, ولإقامة دينه, فاعرفوا فضل الصحابة, واتبعوهم على أثرهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم, فإنهم كانوا على الهدى المستقيم, أولئك الذين يبادرون بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويعملون بما جاء به من عند ربه ويؤمنون به.