للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نعيم أهل الجنة]

عباد الله! اذكروا الجنة، وقد أخذتم الشهادة باليمين، اذكروا الجنة وما أعدَّ الله فيها من النعيم المقيم، ثم سارعوا إليها، تيقظوا!! اتركوا الكسل يا عباد الله، شمروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض بالأعمال الصالحة وبالإيمان، اسمعوا إلى المولى جلَّ وعلا وهو يحثكم إليها يا عباد الله!! {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران:١٣٣] لمن هي يا رب العالمين؟ {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:١٣٣] من هم؟ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران:١٣٤].

نعم يا عباد الله! أنتم -الآن- في هذه الدار مخلوقون للابتلاء والامتحان، وليس امتحان الرياضيات ولا اللغة العربية ولا الإنجليزي ولا غيرها من المواد الدراسية، أنتم مخلوقون لأمر عظيم، للابتلاء والامتحان على الأعمال التي سوف تجزون عليها.

يا عباد الله! أنتم في دار عمل ولا حساب, وغداً تنتقلون إلى دار الحساب والجزاء على الأعمال.

عباد الله! أنتم في ميدان فسيح, فسابقوا فيه بما يرضي الله من الأعمال الصالحة، اسمعوا رب العزة والجلال وهو يحثكم: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:٢١] سابقوا إلى جنة أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:١٧].

البدار البدار يا عباد الله! إلى جنة لا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبانها، ولا تبلى ثيابهم، لا يمتخطون ولا يبولون ولا يتفلون ولا يتغوطون، سالمة من الآفات والأكدار والتنغيصات والأمراض والأسقام، سالمة من الهموم والغموم، لا فيها دينٌ ولا مدين, فيها القصور والمنازل الرفيعة، فيها الحور العين {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: ١٥].