للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخدرات]

تاسعاً: فكذلك أيها الإخوة في الله من أسباب الانحرافات كثرة المخدرات، وهذه هي التي يعاني منها كثيرٌ من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولقد سمعنا في بعض البلاد أن النساء تروج المخدرات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أيها الإخوة: انتشار المخدرات في أي مجتمع يؤدي إلى تدمير المدمنين صحياً وبدنياً وذهنياً، ويقود ذلك أيضاً إلى الموت، وبالتالي لا يستطيع مثل هؤلاء المدمنين القيام بالأعباء الأسرية الملقاة على عواتقهم؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة لتلك الأسر، وانتشار الفقر والجهل والأمراض، وبالتالي يحتاج المدمنون إلى أموالٍ يتحصلون بها على تلك المخدرات والمسكرات، وبذلك تنتشر الجريمة والفساد الأخلاقي، والسرقة والنهب، وجرائم هتك الأعراض وغيرها.

ولماذا تحصل هذه؟ لأن المدمن صار مسعوراً لا يرتاح حتى يحصل على هذه المخدرات والعياذ بالله، فعند ذلك يؤل به الأمر إلى السرقة، أو أن يبيع عرضه والعياذ بالله، فينبغي لنا أن نتواصى بالحق كما قال تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر:٣] فبأي شيء يأتي التواصي بالحق؟

هل هو في المجالس إذا جلسنا قلنا: فلان بن فلان سكير؟ فلان بن فلان يسكر؟ فلان بن فلان يروج المخدرات؟ هل هذا هو المطلوب؟

لا.

المطلوب إما أن نناصحه ونبذل النصيحة لله سبحانه وتعالى أو نرفع به إلى ولاة الأمور حتى يقطع دابر هذا الشر، وهذا الفساد أما إذا تركنا ذلك فهو ينتشر في البلاد ويؤدي إلى سوء الحال والمآل نسأل الله العفو والعافية.