للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجب التمسك بدين الله]

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين، وناصر الموحدين من عباده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ البلاغ المبين، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢]

عباد الله: إن دينكم دين عظيم، هو صلاح البشرية جمعاء، فلا يرخُص لديكم، تمسكوا بهديه وعضوا عليه بالنواجذ، إن دينكم يريد منكم الصدق والصبر والجلد والبذل في سبيله، وصد الهجوم المعادي له، والأخذ على أيدي السفهاء، عن العبث بتعاليمه؛ وإلا فسيرحل عنكم إلى غيركم، فتخسرون الدنيا والآخرة، وصدق الله العظيم: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:٣٨].

فتمسكوا بدين الإسلام، دين الرحمة والبر والإنصاف والعدل والأخوة والمساواة، دين الحق والخير والسلام وصدق الله العظيم حيث يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:٣] اللهم إنا رضينا بك رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.

اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً ورزقنا اجتنابه، هكذا ينبغي للمؤمنين أن يقولوا إذا سمعوا داعي الله، أن يقولوا سمعنا وأطعنا، سمعنا وأطعنا، ويمتثلون أوامر الله ويطبقون شرع الله كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.

اعلموا -أيها المسلمون- أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وأمركم أنتم -أيها المسلمون- أن تصلوا على رسوله بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلىَّ علي صلاة صلىَّ الله عليه بها عشراً}.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن جميع أصحاب رسولك أجمعين، وارض اللهم عن رجال قاموا بدينك وناضلوا في سبيلك، وصدوا كل عدوان عن دين الله وعن سنة رسول الله وفازوا وسموا رجالاً فهنيئاً لهم: {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب:٢٣] سماهم الله رجالاً؛ لأنهم قاموا بدين الله {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور:٣٧] فهنيئاً لهم تلك الأسماء الحميدة.

اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه وجنبنا ما تبغضه وتأباه، اللهم دلنا على صراطك المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، الذين يفسدون في الأرض ويصدعون عن سبيلك، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك، اللهم مزقهم كل ممزق، اللهم اجعل بينهم العداوة والبغضاء، اللهم اجعلهم حرباً على بعضهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأئمة ولاة أمور المسلمين أجمعين، في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم وحد صفوف المسلمين تحت راية لا إله إلا الله، اللهم وحد صفوفهم تحت راية لا إله إلا الله.

اللهم انصر دينك عاجلاً غير آجل، اللهم انصر كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر عبادك الموحدين، اللهم انصر عبادك الموحدين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في برك وبحرك يا رب العالمين.

اللهم ثبت أقدامهم وأمدهم بنصرك وعونك وقوتك يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا وإياهم هداة مهتدين.

اللهم لا تدع لنا في هذه الساعة المباركة ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عدواً إلا قطعته، ولا عدواً إلا خذلته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها بحولك وقوتك يا رب العالمين.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.