للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل كثرة السجود]

الحمد لله الذي جعل الصلاة عماد الدين، وجعلها صلة بينه وبين عباده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد الذي قال وقوله الحق: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} والقائل: {بين العبد والكفر والشرك ترك الصلاة} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة} وأصلي على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعن الصحابة الكرام الذين قاموا بدين الله حق القيام وعلى من تبعهم بإحسان.

أما بعد:

فيا عباد الله! اتقوا الله عز وجل وأطيعوه.

عباد الله! أقيموا الصلاة كما أمرتم وأدوها في بيوت الله مع الجماعة، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود} رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.

وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: {كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي: سلني، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود} رواه مسلم.

فعليكم يا عباد الله بكثرة السجود والتقرب إلى الله عز وجل في طاعته.

عباد الله: في خطبة الجمعة الماضية ذكرت لكم طريقة الوضوء والغسل، وقلت لكم: إن الوضوء الواجب أن يغسل كلَّ عضو مرةً واحدة، والغسلة الثانية سنة، وقلت في الثالثة: إسراف وبدعة، وهذا خطأ مني، فإني أستغفر الله، فإن الغسلة الثالثة سنة، أما ما عدا الثالثة إذا لم يحتج العضو إليها فلا شك أنها إسراف فانتبهوا لذلك يا عباد الله.