للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التفكر سبب لزيادة الإيمان]

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم:١٧ - ١٩] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، الداعي إلى الله بإذنه على بصيرة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المؤمنون! يا من تؤمنون بالله حقاً! تفكَّروا في آيات الله الدالة على كمال قدرته؛ لتزدادوا بذلك تعظيماً لله تعالى وعبادة؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

إن الله تعالى قد خلق السماوات والأرض وما بينهما، بما في ذلك الشمس والقمر والنجوم، والجبال والشجر والدواب، والبحار والأنهار، خلق الله تلك المخلوقات في ستة أيام، خلقها على أكمل وجهٍ وأتم نظام، ولو شاء لخلقها في لحظة واحدة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل:٤٠] وقال جلَّ وعلا: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر:٥٠] ولكنه تعالى خلقها في ستة أيام لحكمةٍ اقتضت ذلك، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:٦٨].