للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[احذروا المنافقين]

الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله الصادق في وعده، القائل جل وعلا: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:٥١] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الناس! اتقوا الله عز وجل وأطيعوه.

عباد الله! لقد تبين لكم من خلال هذه القصة العجيبة, خطر النفاق والمنافقين، وتآمرهم على الإسلام والمسلمين, وكيدهم لصاحب الرسالة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه, حيث استهدفوا عرضه الشريف وكرامته صلى الله عليه وسلم, وأرادوا أن يلوثوا سمعته الطاهرة بالطعن في عفاف زوجه الصديقة عائشة رضي الله عنها.

ولكن الله جل ثناؤه كشف خبثهم وتآمرهم، وبرأ أم المؤمنين من ذلك البهتان العظيم, وجعل ذلك درساً للأجيال وعبرة لأولي البصائر، وعنوان مجدٍ وفخارٍ لزوجاته الطاهرات, ودليل طهرٍ ونزاهةٍ لبيت النبوة {أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور:٢٦] فصلى الله وسلم على نبينا محمد، ورضي الله عن زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين.

عباد الله! إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] وورد في الأثر أنه قال: {يأتي في آخر الزمان أقوامٌ يختِلون الدنيا بالدين، لابسين للناس في اللين جلود الضأن، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب} وما أكثرهم لا كثرهم الله! وما أكثرهم لا حياهم الله ولا بياهم! يختِلون الدنيا بالدين لابسين للناس في اللين جلود الضأن ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب.

صلوا على رسول الله الذي دلكم على كل خير وحذركم من كل شر, اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وارضِ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أذل الشرك والمشركين, اللهم دمر المنافقين وأعوان المنافقين, ومن أراد لهذا الدين وللمسلمين عداءً يا رب العالمين.

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين, وارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين, اللهم ارزق ولاة المسلمين الجلساء الصالحين الناصحين, اللهم قيض لولاة أمور المسلمين الجلساء الصالحين الناصحين الصادقين الذين يذكرونهم إذا نسوا, ويعينونهم إذا ذكروا, اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا، اللهم اهدنا واهد لنا واهد بنا يا رب العالمين, اللهم اجعلنا هداة مهتدين, اللهم اجمعنا ووالدينا ووالدي والدينا وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في جنات الفردوس الأعلى يا رب العالمين.

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠] {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:٢٠١] اللهم احفظنا بالإسلام قائمين, واحفظنا بالإسلام قاعدين, واحفظنا بالإسلام راقدين, ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.