للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوكل على الله وبيان أعلى مقاماته]

قال تعالى: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:١٦٠]، وهذا التوكل المأمور به بعد الترغيب فيه بأن الله يحب المتوكلين: هو التوكل على الله في إصلاح النفوس ونصرة الدين وابتغاء الآخرة، وهو أعلى أنواع التوكل، فإن كثيراً من الناس يظن التوكل على الله مقتصر على أمر الأرزاق، فأكثر من يتوكلون يتوكلون على الله في حياتهم الدنيا، وإلا فإن أكثر الناس لا يتوكلون، ولكن توكل الرسل والأنبياء والأولياء إنما هو في نصرة الدين، وفي إعلاء كلمة الله، وفي إصلاح نفوسهم ليتمكنوا من نصرة الله عز وجل ونصرة دينه، وتحقيق العبودية له، فهم يستعينون بالله على عبادته، كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥]، ويتوكلون على الله في أمر الآخرة، وفي دخول الجنة، ويتوكلون على الله في صلاح الدين، وفي صلاح الدنيا والآخرة، وفيما يحتاجون إليه من توفيق الله سبحانه وتعالى لإقامة شرعه ودينه، وهذا أعلى أنواع التوكل كما ذكرنا، وهو توكل الرسل وأتباعهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.