للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصرة الصحابة لرسول الله يوم أحد]

كيف نصر الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نصروه أعظم النصر.

انظر إلى حال طلحة بن عبيد الله في غزوة أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وسبعة من الأنصار رضي الله عنهم، فيرهقهم المشركون ويدركونهم، ويصعدون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يريدون قتله عليه الصلاة والسلام، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يردهم عنا ويكون رفيقي في الجنة)، فينتبه طلحة فيقول له: اجلس، فينتبه رجل من الأنصار فيقاتل حتى يقتل رضي الله تعالى عنه، ويطلب المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانية، فيطلب النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتبهوا لهم، فينتبه السبعة من الأنصار واحداً تلو الآخر رضي الله تعالى عنهم، فيقتلون كلهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم دفاعاً عنه عليه الصلاة والسلام، ثم انطلق طلحة رضي الله عنه يرد المشركين؛ فقاتل كقتال السبعة رضي الله تعالى عنه، حتى رد المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمشركون ما زالوا طامعين في أن يصلوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه جعلهم ييأسوا من أن يصلوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وجرح جرحاً عظيماً، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ أبي بكر وعمر: (دونكم صاحبكم فقد أوجب) رضي الله تعالى عنه، يعني: استوجب الجنة، وقى النبي صلى الله عليه وسلم بيده حتى شلت يده رضي الله عنه، وهذا أمر عجيب الشأن، ففطرة الإنسان أنه إذا داهمه شيء يهرب منه، ولكنه لشدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم تحركت يديه إلى اتجاه السيف؛ ليقي النبي صلى الله عليه وسلم، وشلت يده رضي الله تعالى عنه، وظل يقاتل طلحة رضي الله عنه حتى قال أبو بكر رضي الله عنه لما سئل عن يوم أحد قال: ذاك يوم كله لـ طلحة رضي الله تعالى عنه.

حتى نساء الصحابة رضي الله عنهن كان لهن دور في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فـ نسيبة رضي الله تعالى عنها عندما رأت أن خطراً يداهم الرسول صلى الله عليه وسلم انطلقت تقاتل بالسيف رضي الله تعالى عنها، دفاعاً عن النبي عليه الصلاة والسلام.

وهكذا كان دفاعهم عن دينه وسنته عليه الصلاة والسلام ضد الردة، وضد مانعي الزكاة، وضد المبتدعين من الخوارج وغيرهم، وقفوا هذه المواقف التي حفظ الله بها الإسلام نقياً صافياً، ووصل إلينا كما أنزله الله، يسهل على كل من أراد أن يعرفه أن يصل إليه بفضل نصرة الصحابة رضي الله عنهم لدين الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذا نصرهم الله عدوهم، قال سبحانه: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)).