للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حاجة المسلم للاستفادة من دروس غزوة أحد]

سنذكر مختصراً من الوقائع المختلفة من سيرته صلى الله عليه وسلم من كتاب الرحيق المختوم، ونتبع ذلك بتناول هذا الموقف من كتاب الله سبحانه وتعالى، فإن الغزوات الكبرى والمواقف العظيمة جعلها الله مبينة في كتابه أحسن بيان، وقد تناولتها سور القرآن المختلفة، وبين ربنا سبحانه وتعالى العبر والعظات والسنن التي يحتاج إليها أهل الإيمان دائماً في كل أمورهم، وقد ذكر الله عز وجل غزوة أحد، وهي من أعظم الغزوات أهمية، ودروسها من أعظم الدروس أهمية في حياة المؤمن والطائفة المؤمنة في سيرها إلى الله عز وجل.

ذكر الله هذه الغزوة في سورة آل عمران، وبينه أحسن بيان، ليس لمجرد ذكر الوقائع أو تفاصيل الغزوة، وإنما لبيان حقائق الإيمان المتعلقة بالمواقف المختلفة التي حصلت للمؤمنين، وحصلت لأعدائهم من الكافرين، والآيات من سورة آل عمران تتناول هذه القصة بالبيان والتفصيل، وسنذكرها مقترنة بتفسيرها إن شاء الله تبارك وتعالى.

قال الله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ * لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران:١٢١ - ١٣٢].