للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قوم لوط يأتون فاحشة لم تعرفها البشرية قبلهم]

كان هؤلاء القوم المجرمون كما وصف الله عز وجل يأتون الفاحشة التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين، قال سبحانه وتعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء:١٦٠ - ١٧٥].

بين عز وجل أنهم كانوا يأتون الذكران من العالمين، ويأتون هذه الفاحشة المعروفة بالشذوذ في زماننا، وهي بلا شك من أفظع الفواحش التي جعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من يرتكبها ومن تفعل به وهو راض: البتر النهائي من الحياة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) والعياذ بالله.

وهذه الفاحشة لما استمرءوها نتيجة لانحراف أفكارهم وعقيدتهم، وجعلوها مقررة مباحة لديهم كما يحاول كثير من أبناء هذا الزمان ممن ينادي بالحرية والمساواة وغير ذلك من مبادئ الانحطاط التي يريدون تعميمها وهي باطلة قطعاً، ويريدون أن يجعلوها أمراً محللاً، بل قرروا زواج الذكران بعضهم من بعض، وربما كانت بعض كنائسهم ومعابدهم تقبل ذلك وتجعله حجة مقبولة لديهم، ففاقوا ما سبقهم الأولون إذ نسبوا هذه الجريمة إلى الشريعة وإلى الدين، وهذا لم يفعله قوم لوط، إنما فعلوا الفاحشة وما نسبوها إلى الدين وهؤلاء سموها زواجاً والعياذ بالله.

وهذا الذي يريده الأعداء أن يُنشر في أرجاء المسلمين كما انتشر في أوساطهم، وأصبح الذين يفعلونه لهم حقوق مقبولة لديهم والعياذ بالله.

ويصرح قادتهم ورؤسائهم أن غايتهم من حروبهم ومكرهم وتخطيطهم أن يصل الأمر في بلاد المسلمين إلى أن تكون هناك إباحية، وأن يكون كل من يريد أن يمارس الجنس سواء كان يمارسه مع الجنس الآخر أو مع نفس الجنس يتمكن من ذلك، وكُتب ذلك وقيل في خطاباتهم، نعوذ بالله من شرهم! وهذا كله من الحسد لأهل الإسلام.