للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم سوء الظن بالناس والحكم عليهم بالباطل]

السؤال

عرفت بعض الصوفية قبل الالتزام، ودائماً أحاول البحث عن قلوب الناس كما علموني، وأحكم على الناس دائماً بالباطل، فهل من علاج لهذا؟

الجواب

هذا من الوساوس فعلاً، واعلم أن الله يجتبي من رسله من يشاء، كما قال تعالى: ((وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ))، فإياك أن تجعل نفسك في مصاف الرسل، والرسول صلى الله عليه وسلم حين علم، لم يعامل الناس بما علم من قلوبهم، وإنما قال: (إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس)، بل عاملهم بالظاهر، وعلم أصحابه ذلك.

والفراسة لا تنفى لكن لا يُجزم بها، وإياك أن تعامل الناس بالظنون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)، وقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات:١٢] فكلما وقعت في قلبك الخواطر عن قلوب الناس فتذكر قوله: ((اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ))؛ حتى لا تغرك نفسك وشيطانك؛ فتظن نفسك في مقام الأنبياء.