للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بطلان تفسيرهم عن يوسف بأنه هم أن يضرب امرأة العزيز]

السؤال

ما رأيكم في تفسير قوله تعالى: ((وَهَمَّ بِهَا)) أي: هم أن يضربها؟

الجواب

إذا كان كذلك فأين السوء والفحشاء التي صرفها الله عنه، فربنا قال: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} [يوسف:٢٤]، وضربها شيء جيد، لكن من أدبه أنه لا يؤذي الرجل الذي أحسن إليه في امرأته بأن يضربها، فهذا الفعل ليس مناسباً، فكيف يضرب التي ربته، وهي زوجة الذي أحسن مثواه، والظلم ليس مناسباً بيوسف؛ لقوله تعالى: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:٢٣] ومن أعظم أسباب البعد عن الزنا أن يعلم الإنسان أن الزنا ظلم لمجموعة من الناس، وإذا رضيت المرأة التي تزني بها فلا تستطيع أن تتخلص من حقوق الآخرين، وهم: أخوها وأبوها وزوجها وابنها، كل هؤلاء ماذا ستقول لهم؟ فإذا تخلصت من ذنب بينك وبين الله وبقية حقوق المخلوقين ماذا ستفعل فيها يوم القيامة؟ فلأجل هذا قال تعالى: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:٢٣].

ولأجل هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمريد الزنا: (أترضاه لأمك؟! أترضاه لأختك؟! أترضاه لخالتك؟! قال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرتضونه)، فأنت ستؤذي أناساً بالفاحشة، فعندما تفكر في هذا سترتدع عنه؛ لأنك لن تستطيع أن تتخلص من الحقوق.