للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر إثبات الألف بين الأشياء الثلاثة التي ذكرت في حديث الفطرة]

قال المصنف رحمه الله: [ذكر إثبات الألف بين الأشياء الثلاثة التي ذكرناها.

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)].

أو بدون الألف، قال: إسناده صحيح على شرط مسلم.

قال أبو حاتم: [قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة) أراد به: على الفطرة التي فطره الله عليها جل وعلا يوم أخرجهم من صلب آدم؛ لقوله جل وعلا: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم:٣٠] يقول: لا تبديل لتلك الخلقة التي خلقهم لها، إما لجنة وإما لنار، حيث أخرجهم من صلب آدم، فقال: هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، ألا ترى أن غلام الخضر قال صلى الله عليه وسلم: (طبعه الله يوم طبعه كافراً) وهو بين أبوين مؤمنين، فأعلم الله ذلك عبده الخضر، ولم يعلم ذلك كليمه موسى صلى الله عليه وسلم، على ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا].

وهذا دليل على أن الخضر نبي أوحي إليه على الصحيح، خلافاً للجمهور القائلين بأنه عبد صالح، والصواب أنه نبي؛ لأنه قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف:٨٢] بل عن أمر الله.

لكن موسى أفضل منه؛ لأنه من أولي العزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>