للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لحديث أبي هريرة في مآل ذراري المشركين]

قال المصنف رحمه الله: [ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي هريرة الذي ذكرناه.

أخبرنا الفضل بن حباب الجمحي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا السري بن يحيى أبو الهيثم -وكان عاقلاً- حدثنا الحسن عن الأسود بن سريع - وكان شاعراً، وكان أول من قص في هذا المسجد- قال: أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أوليس خياركم أولاد المشركين؟ ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام حتى يعرب، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)].

قال أبو حاتم في خبر الأسود بن سريع هذا: (ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام) أراد به الفطرة التي يعتقدها أهل الإسلام التي ذكرناها قبل، حيث أخرج الخلق من صلب آدم، فإقرار المرء بتلك الفطرة من الإسلام، فنسب الفطرة إلى الإسلام عند الاعتقاد على سبيل المجاورة].

قال في التخريج: رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني في الكبير عن الفضل بن حباب بهذا الإسناد، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير والصغير عن مسلم بن إبراهيم بهذا الإسناد.

قال: [عن الأسود بن سريع وكان شاعراً، وكان أول من قص في هذا المسجد قال: أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أوليس خياركم أولاد المشركين؟ ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام)].

لا شك أن الصحابة كلهم كانوا بعد الإسلام خياراً، وكان آباء كثير منهم على الشرك، وهذا لا يمنع أن يكونوا قد ولدوا على الفطرة.

قال المحشي: [وقوله: (حتى يعرب) أي: يفصح ويتكلم، وفي رواية ابن أبي شيبة: حتى يبلغ فيعبر عن نفسه].

هو مولود على الفطرة حتى يبلغ، ثم بعد ذلك يختار.

<<  <  ج: ص:  >  >>