للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر خبر يدل على صحة نفي كمال الإيمان بفعل المعاصي]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر خبر يدل على صحة ما تأولنا لهذه الأخبار.

أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب وموهب بن يزيد حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة) قال موهب: قال لي أحمد بن حنبل: أيش كتبت بالشام؟ قال: فذكرت له هذا الحديث، قال: لو لم تسمع إلا هذا لم تذهب رحلتك].

هذا الحديث إسناده ضعيف لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم، وقال ابن الجوزي: تفرد به دراج، وقد قال أحمد: أحاديثه مناكير.

قوله: (لا حليم إلا ذو عثرة) يعني أن الحليم لابد من أن تحصل له عثرة.

وقوله: (ولا حكيم إلا ذو تجربة) يعني: لا يأخذ الحكمة ويضع الأمور في موضعها إلا بعد التجارب، فهو بعدما تمر عليه التجارب ويصل إلى الحكمة، وكذلك الحليم بعد أن تحصل له هفوات يصل إلى الحلم.

وهذا الحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد موقوفاً على أبي سعيد رضي الله عنه، وهو أصح.

قوله: (قال موهب: قال لي أحمد بن حنبل: أيش كتبت بالشام؟ فذكرت له هذا الحديث قال: لو لم تسمع إلا هذا لم تذهب رحلتك)، هذا لو صح، لكنه لا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>