للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر المدحض لقول من زعم أن الله لم ينزل آية واحدة إلا بكمالها]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الله جل وعلا لم ينزل آية واحدة إلا بكمالها.

أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك الهروي حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء:٩٥] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادع لي زيداً ويجيء معه باللوح والدواة، أو بالكتف والدواه ثم قال: اكتب: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدين في سبيل الله، قال: وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أم مكتوم الأعمى قال: يا رسول الله! فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟ قال البراء: فأنزلت مكانها {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء:٩٥])].

فالآية قد ينزل بعضها حيث نزلت آية: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) فقال عبد الله بن أم مكتوم: يا رسول الله! أنا أعمى وأريد أن أجاهد لكني لا أستطيع، أفلا يكون لي أجر؟! فأنزل الله {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء:٩٥] دل على أن الآية قد ينزل بعضها ومن ثم ينزل بعضها الآخر، وفي هذا رد على من قال إن الآية لا تنزل إلا بكمالها.

وقد جاء في الحديث أن اسم الرجل الأعمى عمرو بن أم مكتوم، وقيل عبد الله.

وقد روي عن ابن عباس أن القرآن أنزل مرة واحدة إلى السماء الدنيا، فيحتمل أنه أخذه عن بني إسرائيل، ولو صح أنه أنزل مرة واحدة فلا يمنع من أن ينزل منجماً، فالذي جاء عن ابن عباس أن بيت العزة في السماء الدنيا.

والبيت المعمور في السماء السابعة، بيت الكعبة السماوية، وهو حيال الكعبة المشرفة يدخلها كل يوم سبعون ألف ملك للعبادة والطواف ولا يرجعون إلى آخر الدهر.

قال: [أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بنسا قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إيتوني بالكتف أو اللوح فكتب: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء:٩٥]، وعمرو بن أم مكتوم خلف ظهره فقال: هل لي من رخصة؟ فنزلت: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء:٩٥])].

<<  <  ج: ص:  >  >>