للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الإخبار عن رؤية المصطفى ربه]

قال رحمه الله تعالى: [ذكر الإخبار عن رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا.

أخبرنا أحمد بن عمرو المعدل بواسط حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس قال: قد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه، قال أبو حاتم: معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: قد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه، أراد به بقلبه في الموضع الذي لم يصعده أحد من البشر ارتفاعاً في الشرف].

وهذا هو الصواب الذي قاله المؤلف ابن حبان: أن النبي رأى ربه بقلبه، ولم يره بعين رأسه؛ لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى:٥١]، وما كان لبشر عام؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه) وفي لفظ: (رأيت نوراً).

وفي حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أيضاً: (إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور - وفي لفظ: النار- لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)، فالنبي صلى الله عليه وسلم داخل في الخلق، فلا يستطيع أن يرى الله في الدنيا وإنما رؤيته كانت بالقلب.

وما جاء من الآثار: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه)، فهو محمول على رؤية القلب، وما جاء في الآثار: (أنه لم ير ربه) محمول على رؤية البصر، وبهذا تجتمع الأخبار، كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من المحققين.

<<  <  ج: ص:  >  >>