للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء في الزجر عن العلم بأمر الدنيا مع الانهماك فيها والجهل بأمر الآخرة]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر الزجر عن العلم بأمر الدنيا مع الانهماك فيها والجهل بأمر الآخرة، ومجانبة أسبابها.

أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن يوسف السلمي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة)].

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البيهقي في السنن من طريق أبي بكر القطان عن أحمد بن يوسف السلمي بهذا الإسناد.

والجواظ قيل: هو القصير البطين، وقيل: هو كثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: الأكول، ويقال: الفاجر.

والسخاب بالأسواق هو الذي يكثر الصياح واللجاج مع غيره عند البيع والشراء.

قوله: (جيفة بالليل) يعني: ينام أكثر الليل أو الليل كله، ولا يقوم لصلاة الصبح؛ لأنه أرهق نفسه بالأعمال المتعبة.

وقوله: (حمار النهار) يعني: يعمل للدنيا.

وقوله: (عالم بأمر الدنيا) يعني: تجده في أمور الدنيا خبيراً بما يجلب له الخير، ويدفع عنه الضر.

قوله: (جاهل بأمور الآخرة): يعني: أنه لم يتفقه في دينه مما يجب عليه أن يعلمه؛ لأنه شغل نفسه بأمور الدنيا، فجعل الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>