للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء في ذكر العلة التي من أجلها قال النبي: (وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه).

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا إسحاق بن سويد الرملي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن)].

وهذا الحديث إسناده حسن.

قوله: (وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه).

يعني: الخفي ردوه إلى عالمه.

قال شعيب الأرنؤوط: وعلق عليه الشيخ محمود شاكر حفظه الله ورعاه، فقال: الظاهر: هو ما تعرفه العرب من كلامها، وما لا يعرض أحد بجهالته من حلال وحرام، والباطن: هو التفسير الذي يعلمه العلماء بالاستنباط والفقه، ولم يرد الطبري ما تفعله الطائفة الصوفية وأشباههم في التلاعب بكتاب الله تعالى وسنة رسوله، والعبث بدلالات ألفاظ القرآن وادعائهم أن لألفاظه ظاهراً هو الذي يعلمه علماء المسلمين، وباطناً يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون، وانظر كلام البغوي في شرح السنة (١/ ٢٦٣).

يعني: الظاهر ما يعلمه كل أحد، والباطن ما يعلمه العلماء، قال ابن عباس رحمه الله: التفسير على أربعة أنحاء: تفسير لا يعذر أحد بجهله، وتفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>