للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الخوف من الحي الحاضر]

السؤال

هناك من يعمل السحر، وأريد أن أبلغ به، ولكني أخاف أن يلحقني ضرر، فهل هذا يدخل في شرك الخوف؟

الجواب

لا شك في أن هذا خوف من المخلوق، وقد يقال: إن هذا أسبابه ظاهرة، وهي الخوف من حي حاضر، لكن لا ينبغي لك أن تخاف منه، بل عليك أن تقوي رجاءك بالله، وأن تثق بالله، وأن تعتمد عليه وتتوكل عليه، ولن يضرك، ولتتحصن بالآيات القرآنية والأدعية الشرعية، ولن يضرك، وهو لا يعلم الغيب، فإذا كان المرء يعتقد أنه يضره، أو أنه يعلم الغيب فهذا شرك وكفر أكبر والعياذ بالله، فالواجب عليك أن تبلغ به، وأن ترفعه إلى ولاة الأمر، فحد الساحر ضربة بالسيف.

فلا شك في أن هذا جبن وخور وضعف، وإذا كان يعتقد أن الساحر يعلم خبره، وأنه يضره بسحره أو بمشيئته وقدرته فهذا شرك أكبر، قال الله تعالى عن السحرة: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:١٠٢]، فلا يصيبك إلا ما قدر الله لك، فعليك أن تثق بالله وأن تلجأ إلى الله، وأن تعتمد على الله وتتوكل عليه، وأن تعلم أن هذه الساحر لا قدرة له، ولا يستطيع أن ينفعك ولا يضرك، وعليك أن تبلغ وأن ترفع به إلى ولاة الأمر حتى يحال إلى المحكمة الشرعية.

<<  <  ج: ص:  >  >>