للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم مصدق الكاهن الجاهل بالتحريم]

السؤال

أصابني مرض نفسي، وبعد مدة جاء أخي بشخص وقال: إنه شيخ، فقال هذا الشيخ: إنني مصاب بعين، والذي أصابني بالعين أوصافه كذا وكذا، فذهب والدي إلى هذا الشخص الذي أصابني بالعين، فقال له: توضأ وأتى بوضوئه واغتسلت به، فهل أصبح أنا وأخي ووالدي ممن ينطبق عليهم الحديث، وهل علي ذنب وأنا لم أعلم ذلك إلا منك هذا اليوم؟

الجواب

إذا لم تعلم فالحمد لله، وعليك بالتوبة مع الاستغفار والندم، فلا لوم عليك؛ لأن الإنسان لا يكلف إلا بعد العلم، فعليك بالتوبة والندم، وفي المستقبل لا تذهب إلى هؤلاء الذين يدعون علم الغيب، فهذا الشخص مشعوذ، فكونه يقول: إن ذلك الشخص هو الذي أصابك ويجزم بدون دليل يدل على أنه مشعوذ في الغالب؛ لأنه ليس عنده دليل على هذا، إلا إذا كان قد حضر ورأى أو سمعه، لكن هذا رجل بعيد كما ذكرت وليس بقريب، وعلى كل حال فإنه إذا عُرف العائن فإنه يؤمر بالاغتسال، فيغسل أطراف القدمين وركبتيه ووجهه وداخلة إزاره، كما ثبت في الحديث أن رجلاً من الصحابة كان يغتسل فرآه عائن فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فعان الرجل وأصابه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ استغسل له) أو كذا، والاستغسال معناه أن يغسل قدميه وركبتيه ويديه ووجهه وداخلة إزاره.

وكذلك إذا عرف العائن وأخذ شيء من آثاره، كنوى التمر الذي كان يأكله، أو فنجان يشرب به، فهذا مجرب ونافع، هذا إذا عرف العائن، أما التخمينات بدون دليل فلا تجوز، وبعض الناس يوسوس في كل شيء أصابه ويقول: هذا عين أو جن، وهذا ليس بصحيح، بل لابد من دليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>