للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منزلة العمل من الإيمان]

السؤال

هل العمل شرط في صحة الإيمان أو في كماله؟

الجواب

لا بد من العمل وانقياد الجوارح في الإيمان، فمن زعم أنه مؤمن مصدق ولم يعمل فليس بمؤمن؛ لأنه إذا لم يعمل ولم ينقد بجوارحه صار إيمانه كإيمان فرعون، ففرعون كان مصدقاً، ولهذا أخبر الله تعالى عن موسى أنه قال له: {لَقَدْ عَلِمْتَ} [الإسراء:١٠٢] أي: بأن دينه حق، فلا بد للإيمان من انقياد الجوارح ومن عمل يتحقق به هذا الإيمان، وإلا كان كإيمان فرعون، كما أن الإسلام لا بد له من إيمان يصح به وإلا كان كإسلام المنافقين، فالمنافقون يعملون بجوارحهم وعندهم عمل، لكن ليس عندهم إيمان باطن يصح به هذا الإسلام، فعندهم إسلام في الظاهر لكن ليس عندهم إيمان يصححون به إسلامهم.

فلا بد للإيمان من عمل يتحقق به، ولا بد للإسلام والعمل من إيمان يصح به، فمن صدق ولم يعمل فليس بمؤمن؛ لأن إيمانه كإيمان فرعون، ومن عمل بجوارحه ولكنه لم يصدق في الباطن فليس بمؤمن؛ لأن إسلامه ليس معه إيمان يصححه.

<<  <  ج: ص:  >  >>