للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الشك في وجود الله بسبب وسوسة الشيطان]

السؤال

هل يدخل في كفر الشك والظن ما يعتري قلب المؤمن في بعض الأحيان من الشك في أشياء اعتقادية، كوجود الله وغيره لوسوسة الشيطان؟

الجواب

على الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان ومن وساوسه، وأن يدافعها ولا تضره إذا دافعها واستعظمها، ولهذا استعظم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الشيء، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه شيئاً لا يستطيع أن يتكلم به -يعني: من عظمه- لأن يخر من السماء خير له من أن يتكلم به -وفي بعض الروايات: لأن يكون حممة- أي: فحمة -تحترق ولا يتكلم به- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقد وجدتموه؟! ذاك صريح الإيمان) يعني: أن كتم الوسوسة ودفعها واستعظام التكلم بها هو طريق الإيمان، فهذا عدو الله يريد أن يتعب الإنسان، فعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وجاء في الحديث الآخر: (أن الشيطان لا يزال بالإنسان يوسوس له، ثم يقول: هذا خلقه الله وهذا خلق الله، فمن خلق الله؟! فإذا وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته) يعني: ليقطع الشك فيه، ولينظر في عمله، فإذا وجد شيئاً من ذلك قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقطع الشك فيه، وجاء في بعضها (ويقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:١ - ٤]).

وفي بعضها (يقرأ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:٣]).

والمقصود أن الإنسان إذا وجد شيئاً من ذلك فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وينتهي، ولا يسترسل في التفكير، ولينظر في عمله، ويقرأ سورة (قل هو الله أحد)، وقوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ} [الحديد:٣] ولا يضره ذلك إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>