للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الظلم وأنواعه]

فالظلم نوعان: الأول: ظلم أكبر، وهو الشرك والكفر، قال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:١٣]، فجعل الشرك ظلماً، فهذا ظلم أكبر يخرج من الملة، وقال سبحانه: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:٢٥٤]، فالكفر ظلم أكبر يخرج من الملة، ويوجب الخلود في النار، ويحبط جميع الأعمال ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وقال تعالى: {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:١٠٦] أي: من المشركين.

والنوع الثاني: ظلم أصغر، وهو ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي، فهذا تحت مشيئة الله، ولا يحبط الأعمال ولا يخرج من الملة ولا يوجب الخلود في النار، وهذا كقوله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر النكاح والرجعة والخلع والطلاق: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:٢٢٩]، فجعل من تعدى حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالماً.

ومثله قوله تعالى عن الأبوين -آدم وحواء-: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣]، فالأكل من الشجرة معصية وهي ظلم.

ومثله قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:١٦] أي: غفر له المعصية.

ومثله خبر الله تعالى عن يونس أنه قال وهو في بطن الحوت: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:٨٧] فظلم نفسه، فهذا ظلم المعصية.

<<  <  ج: ص:  >  >>