للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الطواف بالقبور]

السؤال

ما حكم الطواف حول القبور تقرباً إلى لله تعالى؟

الجواب

الطواف حول القبور لم يشرعه الله، لكن إذا طاف حول القبر تقرباً إلى الله قائلاً: أنا أتقرب إلى الله بذلك، ويظن أنه يتقرب إلى الله، فإنا نقول: هذا بدعة، فإن كان يتقرب للمقبور نفسه صار فعله شركاً، وصرفاً للعبادة لغير الله.

ومن أنواع الشرك أن بعض الناس إذا سقط من فوق البعير قال: يا محمد.

وبعض الناس إذا أراد أن يقوم أو أصابه شيء قال: يا رسول الله.

فهذا دعاء لغير الله والعياذ بالله، وكذلك قوله: يا رسول الله! أعني، يا محمد! أعني، فيستعين بغير الله، وهذا شرك، وقد قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] فلا يستعان إلا بالله.

ومن استعان بالميت أو بالغائب فقد أشرك، وبعض الناس إذا نزلت به مصيبة أو ضربه إنسان قال: يا رسول الله.

فبدل أن يقول: يا ألله، يقول: يا رسول الله.

فقد تعودوا على الشرك والعياذ بالله.

نعم الرسول له حق، والله له حق، وحق الله العبادة، وحق الرسول الطاعة والاتباع والعظيم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا: عبد الله ورسوله)، فلا ترفع الرسول من مقام العبودية والرسالة إلى مقام الإلهية، فهذا حق الله، فلا تقل: يا محمد، بل قل: يا ألله، أتنسى ربك؟! فلا تكن مثل البوصيري الذي ينادي الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدته فيقول: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم يقول: ليس لي من ألوذ به يوم القيامة عند الحادث العمم الذي يعم الناس إلا أنت، ونسي ربه، ثم قال: إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم يقول: إن لم تأخذ بيدي -يا رسول الله- فإني هالك.

وقال يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم: فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم وما أبقي لله شيئاً، وإذا كان الرسول له الدنيا والآخرة، فماذا بقي لله؟! فجعل الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا غلو والعياذ بالله، فالله تعالى أحق بالعبادة، والرسول له حق الطاعة والتعظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>