للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجمع بين بعث الميت المحرم بملابسه وحشر الناس عراة]

السؤال

روي أنه (من مات على شيء بعث عليه) هل معنى ذلك أن الذي يموت محرماً يبعث في إحرامه، وكيف نجمع بين هذا وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً)؟

الجواب

ثبت في الصحيحين: (أن رجلاً كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة محرماً في حجة الوداع فوقصته ناقته فسقط، فاندقت عنقه فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كفنوه في ثوبين وجنبوه الطيب، ولا تخمروا رأسه -وفي بعض الروايات: ولا وجهه- فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً) وهذا وصف بأنه يبعث يوم القيامة ملبياً، ولكن لا ينافي هذا كونهم يبعثون حفاة عراة، فكونه يلبي وهو حاف عار ليس على رأسه شيء وليس عليه ثياب لا يمنع ذلك، والناس يبعثون حفاة، أي: لا نعال عليهم، عراة: لا ثياب عليهم، غرلاً: غير مختونين، وجاء في الأثر أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأمر أشد من ذلك) وقد يحصل للإنسان أمر يذهله حتى لا يدري عن نفسه، وينسى كل شيء، وهذا معروف الآن، فإذا حصل للإنسان أمر يذهله فإنه ينسى الأكل والشرب، ولا يرى ما أمامه، فكيف بالأمر العظيم حينما يحصل، حين ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم؟! فهل يكوي أحد على أحد يوم القيامة كما كان يلوي عليه في الدنيا؟! أنه إذا دهش ينسى الأكل، وينسى الشرب، وينسى من أمامه، ولا يرى من حوله، وقد يحصره البول فيبول ولا يحس بشيء، فكيف بمثل هذا؟! وثبت أن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهذه منقبة عظيمة لإبراهيم عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>