للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رحمة الله سبحانه بعباده]

ثم قال: (إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري، خيري إلى العباد نازل، وشر العباد إلي صاعد، أتودد إليهم بالمغفرة، وأنا أغنى الأغنياء عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أشد ما يكونون حاجة لي، أهل ذكري أهل شكري، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، من تاب إلي منهم فأنا حبيبهم، ومن لم يتب فإني طبيبهم، من جاءني منهم تائباً تلقيته من بعيد: مرحباً بالتائبين، ومن ذهب منهم عاصياً ناديته من قريب: إلى أين تذهب؟ أوجدت رباً غيري؟ أم وجدت رحيماً سواي؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها وقد أزيد، والسيئة عندي بواحدة وقد أعفو)، وأنا إلى عبادي أرحم من الأم بأولادها.

رحمة ما بعدها رحمة، الشاهد في الحديث: (من جاءني منهم تائباً، تلقيته من بعيد: مرحباً بالتائبين، ومن ذهب منهم عاصياً ناديته من قريب: إلى أين تذهب؟).

وفي الحديث: (إن الله خلق مائة رحمة، أنزل منها إلى أرضنا رحمة واحدة بها يتراحم الخلائق، حتى إن الدابة لترفع حافرها خشية أن تطأ وليدها فتؤلمه، وحجز عنده تسعة وتسعين رحمة يرحم بها الخلائق يوم القيامة).

ثم قال: (إن أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) الله الرحمن الرحيم يقول هذا لمن أرسله رحمة للعالمين.

يعني: من كان خائفاً في الدنيا، فهو الآمن من عذاب الله يوم القيامة.

ثم يقول تعالى لنبيه: لأقرن عينك في أمتك؛ لأن الله تعالى قال في القرآن: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى:٥] فقال صلى الله عليه وسلم: (لا أرضى وواحد من أمتى في النار).

<<  <  ج: ص:  >  >>