للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشكر]

المفتاح السادس: مفتاح المزيد الشكر، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:٧]، وقال: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:١٣] ولذلك لما شاء ربنا أن يذهب البلاء عن سيدنا أيوب، وقد استمر فيه ١٨ سنة، لا يحرك يديه ولا رجليه ولا يتقلب، وكانت زوجته هي التي تقلبه، فخرجت يوماً من أجل أن تشتري له طعاماً فتأخرت، فحلف بالله أنه سيضربها مائة ضربة، والمريض تكون نفسيته لا تتحمل.

وإبليس يدخل عليه ويقول له: يا أيوب! لو أنت نبي الله حقاً لدعوت الله أن يكشف كربك، قال له: يا إبليس! أنا في نعمة لو علمتها لحسدتني عليها، قال: أي نعمة وأنت منذ ١٨ سنة لا تتحرك، قال: قال الله لي: يا أيوب! ارض بما قسمت لك تكن أغنى الناس، وأنا راض بما قسم الله لي.

فلما جاءت لحظة النجاة، قال له ربنا: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص:٤٢] أي: اضرب الأرض برجلك، {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص:٤٢] فاغتسل من الماء وشرب منه فزالت كل الآلام النفسية الداخلية والخارجية، فشفي بإذن الذي يقول للشيء كن فيكون.

فرجعت زوجته فوجدت رجلاً غريباً في البيت، فقالت له: أرأيت رجلاً هنا مريضاً؟ فوالله لقد كان في أيام صحته شبيهاً بك، فقال لها: أنا أيوب، ثم أراد أن يبر بيمينه فيضربها مائة ضربة، فنزل سيدنا جبريل عليه السلام فقال له: يأمرك الله أن تأخذ مائة عود قمح قد استوى، ثم اربطها حزمة واحدة، واضربها ضربة بحنان، قال تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:٤٤].

وهنالك امرأة كانت تعيش بعيداً عن الدين، فمرضت بمرض السرطان فسافرت إلى أمريكا للعلاج، فكشف عليها سبعة أطباء فوجدوا أن الخلايا السرطانية قد انتشرت في الجسم ولا ينفعها علاج كيماوي ولا غيره، فعزمت الرجوع إلى بلادها، وقد يئست من العافية، فبينما كانت في المطار إذ بإحدى زوارات دروس العلم في المساجد كانت تحضر لنا، قعدت بجوارها في الطائرة هي وزوجها، وتكلمت معها عن حالتها، فوجدتها لم تعرف عن الصلاة والحج والعمرة شيئاً وقد كان لها من العمر خمسون عاماً، وهي تشكو من مرض السرطان، فقالت لها: علاجك أن تذهبي إلى مكة فتعتمرين وتشربين من ماء زمزم بنية الشفاء فستشفين إن شاء الله، فذهبت إلى مكة واعتمرت وشربت من زمزم بيقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له) وبعد ذلك بدأت صحتها تتحسن حتى شفيت تماماً، ثم سافرت إلى أمريكا لتعمل مراجعة للأطباء السبعة، فعملوا لها تحاليل وفحوصات فوجدوها قد شفيت تماماً من السرطان، فقالوا لها: أين تعالجت؟ قالت: ذهبت إلى الكعبة وشربت من ماء زمزم بنية أن الله تعالى يشفيني، فإذا بالسبعة الأطباء يسألونها وكيف دخول الإسلام؟ فقالت: بالنطق بالشهادتين، فشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

فإذاً: مفتاح المزيد الشكر: وسيدنا أيوب بعدما شفاه الله نظر فوجد جراداً من ذهب، فأخذ يجمعه في حجره، فناداه الله: يا أيوب! أما أغنيتك عن هذا؟ قال: يا رب! وهل يشبع من فضلك أحد؟

<<  <  ج: ص:  >  >>