للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سلامة الصدر من الأحقاد]

المفتاح العاشر: مفتاح الدخول على الله سلامة القلب، فالذي يأتي إلى ربه بقلب سليم، يدخل على الله بقلب سليم، وهو الذي ينفع يوم القيامة، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩].

أي: سليم من ناحية كل مسلم، لا يحمل ضغائن على أحد، ولا يعمل نكد عند أحد، ويحمل للناس المعروف مثل الصحابة، فقد كان الصحابي يضع التمرة في فم أخيه فيجد حلاوتها في فمه هو.

والحسن البصري دخل الجامع ووجد جماعة قاعدين، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن إخوان في الله، قال: فهل إذا احتاج أحد منكم شيئاً يضع يده في جيب أخيه فيأخذ ما يريد؟ قالوا له: لا، قال: لستم بإخوان في الله.

وأراد يوماً أن يعلم المريدين: ماذا تعني المحبة في الله، وماذا يعني الصبر على الأذى والصبر على الطاعة، فأتوا إليه يزورونه فأخذ يرميهم بالحجارة، ثم قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن أحباؤك، قال: لو كنتم أحبائي حقاً لصبرتم على بلائي، يريد أن يعلمهم أن الذي يحب ربنا يصبر على الابتلاءات؛ لأن ربنا سبحانه وتعالى إذا أحب عبداً ابتلاه، فإذا صبر العبد قال: (يا جبريل! ماذا صنع عبدي، قال: يا رب! حمدك واسترجع، قال: يا جبريل! أعد عليه البلاء مرة أخرى فإني أحب أن أسمع صوته).

اللهم اجعلنا من الصابرين والصابرات، والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، والقانتين والقانتات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين لك يا رب! كثيراً والذاكرات.

اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، لا تجعل يا رب بيننا شقياً ولا محروماً.

نقول جميعاً: تبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، وعزمنا عزماً أكيداً على أننا لا نخالف أمراً من أوامر الله، وبرئنا من كل دين يخالف دين الإسلام، والله على ما نقول وكيل.

اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، واغفر زلتنا، وتقبل من محسننا، وتجاوز عن مسيئنا، واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك.

اللهم فك الكرب عن المكروبين، وسدد الدين عن المدينين، واقض حوائجنا وحوائج المحتاجين، اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين، زحزحنا عن النار، وقربنا من الجنة، اللهم أدخلنا الجنة بدون سابقة عذاب، اللهم لا تحرمنا من النظر إلى وجهك الكريم.

{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس:١٠].

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزاكم الله خيراً، وأشكركم لحسن استماعكم، وبارك الله فيكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>