للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مفتاح العزة طاعة الله ورسوله]

مفتاح العز طاعة الله وطاعة رسوله، فالله عز وجل جعل لطاعته عزاً وللمعصية ذلاً، وجعل شجرة الطاعة ثمرتها كلها خير، وشجرة المعصية والعياذ بالله ثمرتها كلها شر، وأصل مفاتيح الجنة طاعة الله عز وجل، وكل عبادة لها باب في الجنة، اللهم افتح لنا أبواب جنتك يا رب، واسمع إلى وصف هذه الأبواب وسعتها! يقول صلى الله عليه وسلم: (ما بين مصراعي باب الجنة كما بين بصرى إلى صنعاء)، يعني: الباب عرضه من العراق إلى اليمن، فعندما يفتح الباب تكون حلقة منه في العراق وحلقة منه في اليمن، يقول تعالى: {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} [ص:٥٠]، فهل هناك أحد يهرب من النعيم؟ لكن أبواب النار مؤصدة أي: مغلقة ومقفولة؛ لأن المعذب في النار يريد أن يهرب من العذاب فأبواب النار مغلقه؛ ولذلك يقول تعالى في سورة الزمر: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر:٧٣]، وقال تعالى في أهل النار: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر:٧١]، الواو موجودة مع أهل الجنة، وغير موجودة مع أهل النار، لماذا هذا؟ نقول: الجنة محفوفة بالمكاره والمصاعب والحواجز، فالذي يتعدى الحواجز في الدنيا ويتغلب على المكاره، يكون الدخول سهلاً يوم القيامة، وتنتهي كل الحواجز والمكاره.

فالجنة حتى تصل إليها فهناك حواجز كثيرة وموانع، وأول مانع: عدم الصبر، قال الحسن البصري رضي الله عنه: الإنسان عدو للأمر، لو أمرنا الله بالجزع لصبرنا، ولكن أمرنا بالصبر فجزعنا.

قال تعالى: {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان:٧٥]، اصبر يا أخي على أذى المؤذين في الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>