للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صفة الجنة في سورة الرعد]

ويقول تعالى في سورة الرعد: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد:٣٥] والمقصود من الآية أن الأكل والظل دائم، لكن في الدنيا الأكل قد ينتهي؛ ولذلك الناس الذين في روسيا لا يجدون اليوم ما يأكلون، وقد تحصل مجاعة في أي بلد، لكن في الجنة لا توجد مجاعة.

الله عز وجل عنده خير، وعنده خزائن لا تنفد، ولذلك يؤتى بك يا أيها الفقير الذي لم تذق طعم الراحة فيقال لك: كل يا من لم تأكل ولم تشرب، تنعم يا من لم يتنعم في الدنيا، لذلك قلنا إنه يؤتى بأبأس أهل الأرض ويغمس في الجنة غمسة ثم يقال له: (يا عبدي! أرأيت بؤساً من قبل قط؟ فيقول: وعزتك وجلالك، أنا في النعيم منذ أن خلقتني)، يعني: مجرد أن غمس غمسة واحدة في الجنة نسي كل شيء، نسي امرأته، ونسي هم أولاده وجاره الذي كان يؤذيه، فكيف إذا مكث فيها باستمرار؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ويؤتى بأنعم أهل الدنيا فيغمس في جهنم غمسة فيخرج كالفحمة السوداء، فيقال: عبدي هل رأيت نعيماً من قبل قط؟ فيقول: وعزتك وجلالك، لأنا في الشقاء منذ أن خلقتني).

وجاء في الأثر: إن أول شربة يشربها المؤمن من حوض الكوثر تجري في وجهه نضرة النعيم، ثم الشربة الثانية تنزع الحقد والهم والغل الذي في قلبه وعندما يدخل الجنة لا يمن على أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>