للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التمسك بالأسباب الموصلة إلى رحمة الله]

اللهم اجعلنا من أهل الجنة يا رب العالمين! اللهم أدخلنا الجنة بدون سابقة عذاب، اللهم قربنا من الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأبعدنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحته، ولا طالباً إلا نجحته، ولا شيطاناً إلا طردته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا هديته، ولا مسافراً إلا رددته لأهله غانماً سالماً.

اللهم فرج كرب المكروبين، اللهم فرج كرب المكروبين، اللهم فرج كرب المكروبين، ولا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

اللهم حبب الإيمان إلينا وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا مولانا من الراشدين.

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، اللهم ول أمورنا خيارنا، ولا تول أمورنا شرارنا، وأصلح يا رب! أحوالنا، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، إنك يا مولانا! على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.

وصلى الله وسلم على البشير النذير، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا رب! تسليماً كثيراً.

وبعد: فقد عشنا حلقات ثمانياً في الجنة، وهذه هي التاسعة بإذن الله رب العالمين، اللهم اجعلنا من أهل الجنة يا رب العالمين! والمسلم يعيش على الأمل، ويعبد الله عز وجل والأمل يحدوه إلى رحمة الله، فلولا الأمل لما استمرت الحياة، ولولا أن يحيا الإنسان على الأمل لضاقت السبل بين يديه، ولكن المؤمن دائماً يجب أن يكون مؤملاً في رحمة الله عز وجل، بعد أن يسلك الأسباب التي قدرها الله له، بأن يتجنب المحارم ويستقيم على طريق الله، ويتوكل على الله حق التوكل، وأن يكون بما في يد الله أوثق مما في يده هو، وأن يزهد في الدنيا، وألا يزهد في مجالس العلم.

وهناك أناس كثيرون جداً عندهم زهد لكن ليس في الدنيا، وإنما زهده في مجالس العلم، وربما هذه النصف الساعة التي نجلسها في مجالس العلم يكون بيننا فيها رجل صالح أو امرأة صالحة فينظر الله إليه نظرة رضا فيرضى عن الجميع من أجله.

ولذلك كان سيدنا عمر رضي الله عنه عندما يجد صغاراً يلعبون في الشارع يدخل وسطهم، ويقول: السلام عليكم، فيردون: وعليك السلام يا أمير المؤمنين! فيقول: ادعوا لي، فيفهم الأولاد، فهم أولاد الصحابة، ويقولون: أندعو لك يا أمير المؤمنين؟! فيقول: إنه لم يجر عليكم القلم بعد، ولم تزل دعوتكم غضة طرية مقبولة.

وكان ابن عمر يختم القرآن كل ليلة جمعة، ويرتب أموره هكذا، فيختم القرآن أربع مرات في الشهر، ونحن نريد أن نعمل مثل ابن عمر إن شاء الله، ومن أحب قوماً حشر معهم.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن يا رب، ومن المحبين لأهل القرآن يا رب! فـ ابن عمر كانت تأتي ليلة الجمعة فيجمع أولاده وأطفال الحي ويدعو في ختام القرآن والأطفال يؤمنون على الدعاء.

ولم يكن يعمل مثل المصريين اليوم يوزعون الثلاثين جزءاً على ثلاثين شخصاً ويقولون لك: نحن ختمنا القرآن.

ويريدون أن يعملوها بالحساب مع الله، وهذا استهبال، وكل واحد إنما قرأ جزءاً، وأنا لا أقول لك: حرام ولا بدعة، لكن لا أقول لك إنك أخذت ما أخذه من قرأ القرآن كله.

وهذا الأمر انتشر بين الناس كلهم، ونحن نريد أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمصريون اخترعوا شيئاً لم يعرفه الصحابة وكأنهم أنصح من أبي بكر في الإيمان، وأقوى ديناً من عمر، وأنصح يقيناً من عثمان، وأقرب إلى الله من علي، وأعلم بسنة رسول الله من عمار ومن بلال! فهؤلاء لم يعملوا هذه الحكاية، وهذه لم تظهر إلا في عصور التكاسل عن العبادة، فنقعد كلنا قعدة واحدة وكل واحد يقرأ جزءاً، وما أسهلها من طريقة، فهي سهلة جداً.

ويقول لك: جاء في الحديث: (سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن).

ويقول لك: الذي يقرؤها ثلاث مرات كأنه قرأ القرآن كله.

ونعم هي تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية، وفيه تقريباً ألف آية تتحدث عن التوحيد، فثلث القرآن يتحدث عن التوحيد؟ وسورة الإخلاص كلها عبارة عن توحيد، وفيها المعايير التي في الألفين آية التي في التوحيد، وليس معنى هذا: أن من قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات كان كمن ختم القرآن.

وقد ورد في الحديث أن: (من صلاة في المسجد الأقصى تعدل ألف صلاة، وصلاة في مسجدي هذا تعدل عشرة آلاف صلاة، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة)، يعني: الذي يصلي ركعتين في المسجد الحرام يثاب ثواب مائة ألف ركعة، ويأخذ ثواب مائة ألف ركعة، وهذا خطاب جميل جداً، فلو صليت في أسبوع ثلاثمائة ركعة، فاضرب ثلاثمائة في مائة ألف يصبح لنا عند ربنا صلاة ثلاثين سنة، وهذا استهبال واستهزاء، وإذا قيل هذا الكلام للناس فإنهم يتلكئون في العبادة.

والعبادة لها قانون، كما أن للكرة قانوناً، حتى المخرج يقعد أمام الكاميرا ويقول لك: هذا غير مضبوط، أعد المشهد مرة أخرى.

سبحان الله! المخرج عنده قانون في التسجيل وفي الإخراج، وأنت في دين الله تريد أن تمشي من غير قانون؟! ونحن لنا كتاب وسنة، ولنا علماء، وما زالت والحمد لله مصر مليئة بالخير بفضل الله عز وجل، وأهل العلم الصادقون فيهم، والمزيفون موجودون أيضاً في كل مكان، ونحن لا نريد أن ننحرف بعيداً عن كتاب الله، فاللهم اجعلنا من العاملين بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم يا رب العالمين!

<<  <  ج: ص:  >  >>