للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان حب الله لعباده وحب عباده له]

أعظم شيء أهداه الله إلينا وهدانا إليه هو الإسلام الدين الصحيح، وما دام أنه قد حبب إليك الإسلام وحبب إليك مجالس العلم فاعلم أن الله قد اختارك، قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:٦٨].

فربنا اختارك لأجل أن تقعد هذه القعدة، فإذاً: هو يحبك، لكن المهم أنك تحبه، وكلنا نحب ربنا، ولكن درجاتنا في الحب مختلفة، أو تعبيراتنا في الحب أو عن الحب متباينة، فشخص يعبر عن الحب بكثرة البكاء، وشخص يحب ربنا بأن يقوم الليل، وآخر يصوم ويكثر من الصيام، وشخص يتصدق، وشخص يستخدم جاهه في خدمات الناس، وشخص يفرج الكربات عن الناس.

فكل يعبر عن حبه لله عز وجل والتقرب منه بالعمل الذي يسره الله له.

اللهم يسر لنا حبك يا رب العالمين! قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:٥٤] وأحب العباد إلى الله كما قال: من أحبني وحببني إلى عبادي وحبب العباد إلي، وكونه يحبب العباد إلى الله ويحبه هذه واضحة، أما كيف يحببه للعباد فقال الله: يذكرهم بنعمائي، فيحبني عبادي، فأحبهم، فأرضى عنهم، فأنعمهم في الجنة، فيبدأ العبد يذكر الناس بنعم الله عليهم، وأنت حين تعد نعم الله لا تستطيع أن تعد، كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:٣٤] ولا يستطيع إنسان أن يحصي نعم الله أبداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>